افتتح محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، اليوم، "بيت الصلاة" المُرمم في كنيسة الساعة التاريخية الواقعة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، وذلك ضمن خطة طموحة تهدف إلى إحياء التراث المسيحي العريق في المحافظة، وإعادة إبراز التنوع الثقافي والديني الذي طالما ميّز المدينة.
جاء الافتتاح خلال حفلٍ حضره عدد من المسؤولين المحليين، وممثلي الطوائف الدينية، وناشطين في مجال الحفاظ على التراث، إلى جانب أبناء المجتمع المسيحي في الموصل. وأكد المحافظ في كلمته أن "هذا المشروع ليس مجرد ترميمٍ لجدران، بل هو إحياء لروح التعايش التي تُعد جزءاً أصيلاً من هوية نينوى"، مُشيراً إلى أن خطة الإعمار تشمل ترميم عشرات المواقع المسيحية الأثرية التي تضررت خلال سنوات الاحتلال الإرهابي.
كنيسة الساعة: رمزٌ يعود للحياة
تُعتبر كنيسة الساعة، التي بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر، أحد أبرز المعالم المسيحية في الموصل، حيث اشتهرت ببرج ساعتها الذي يُطل على أحياء المدينة القديمة. تعرّضت الكنيسة لتدمير جزئي خلال سيطرة تنظيم "داعش" بين عامي 2014 و2017، ما أثار حملات دولية ومحلية للمطالبة بحمايتها.
وأوضح المحافظ أن مشروع ترميم "بيت الصلاة" هو باكورة التعاون بين الحكومة المحلية ومنظمات دولية متخصصة في الحفاظ على التراث، لافتاً إلى أن "الخطة تشمل أيضاً تأهيل كنائسَ أخرى مثل سيدة النجاة وطهرتا القديمة، وتحويل بعضها إلى مراكز ثقافية تُبرز إسهامات المسيحيين في تاريخ العراق".
خطوة نحو التعافي
عبّر ممثلون عن المجتمع المسيحي عن تفاؤلهم بهذه الخطوة، معتبرين إياها "بصمة أمل" لعودة النازحين وإعادة بناء نسيج المدينة الاجتماعي. وقال الأب ناصر حزبون، وهو أحد رجال الدين الحاضرين في الافتتاح: "نحن أمام بداية حقيقية لاسترداد هويتنا الموصليّة المشتركة. الحفاظ على تراثنا هو حفاظٌ على إرث العراق ككل".
من جهتها، أشارت منظمة "تراث نينوى" غير الحكومية إلى أن المشروع يندرج ضمن جهود أكبر لإدراج المواقع المسيحية واليزيدية في الموصل على قوائم اليونسكو للتراث العالمي.
يُذكر أن محافظة نينوى تشهد منذ تحريرها من سيطرة "داعش" عام 2017 حملات متواصلة لإعادة إعمار تراثها المادي والمعنوي، في محاولةٍ لالتئام جراح سنوات الحرب وترسيخ قيم التعايش من جديد.
0 تعليق