غداً تشرق شمس يوم الرابع من فبراير تحمل في نورها ملامح عام جديد، حيث تتجدّد ذكرى ميثاق العمل الوطني، هذه الذكرى العزيزة التي تختزل في مسيرتها المباركة أسمى معانيها روح الانتماء والولاء للوطن وقيادته التاريخية، إنها لحظة نستعيد فيها ذلك المشهد الوطني العظيم، عندما التف أبناء البحرين حول قيادتهم الحكيمة، مجدّدين العهد والوفاء لمسيرة البناء والتقدم، وأجمعوا على بيعة تاريخية لله وللوطن والقائد.
لم يكن ميثاق العمل الوطني مجرد وثيقة تُصاغ بالكلمات، بل كان ميثاقاً من القلوب والعقول، كتبته طموحات وأحلام أبناء البحرين جميعاً تعبيراً صادقاً عن إرادة جامعة، رسمت ملامح العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، لذلك فقد كان الميثاق نقطة تحول نحو مرحلة جديدة من التنمية الشاملة والعدالة والتقدم، حيث أصبح البحريني هو محور التنمية وهدفها الأول، وفق الرؤية الملكية السديدة.
منذ ذلك اليوم التاريخي، انطلقت البحرين في رحلة إنجازات متواصلة، مستندة إلى رؤية حكيمة تضع الإنسان البحريني في صدارة الأولويات، فحقّقت المملكة نقلة نوعية في مختلف المجالات، من تعزيز الحقوق والحريات، إلى تنمية الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، والتعليم، والصحة، حتى أصبحت نموذجاً يحتذى به في النهضة الشاملة. ومازالت البحرين تسير بخُطى ثابتة نحو المستقبل، مستندة إلى رؤية حكيمة وبسواعد فريق البحرين سعياً لتحقيق الاستدامة والتنافسية والعدالة، بما يضمن استمرار التنمية ورفاهية المواطن البحريني.
ومع حلول هذه الذكرى العزيزة، يعبّر أبناء البحرين عن حبهم وولائهم لوطنهم وقيادتهم بكل الصور والأشكال، من خلال التكاتف المجتمعي، والعمل الجاد، والمساهمة الفاعلة في التنمية، والإخلاص في كل ميدان، فتجديد العهد بالولاء لا يكون فقط بالكلمات، بل بالعمل الدؤوب والمثابرة والتفاني في رفعة الوطن.
إن البحرين، هذه الأرض الطيبة التي تجمعنا جميعاً تحت رايتها، تستحق منا كل الجهد وكل الإخلاص، كما علّمنا الآباء والأجداد، هي البحرين التي نبنيها معاً، ونحملها في قلوبنا، ونعاهدها في كل يوم على البذل والعطاء. هي البحرين التي نستظل بظلها، ونفخر بقيادتها، وننتمي إليها بكل ما نملك من حب ووفاء.
في ذكرى ميثاق العمل الوطني، نجدّد البيعة، ونرفع الأكف بالدعاء أن يحفظ الله البحرين وقيادتها، وأن تستمر مسيرة الخير والنماء، وأن يكون كل بحريني شاهداً وشريكاً في تحقيق المزيد من الإنجازات، لتظل البحرين دائماً درة الخليج وعنوان الحضارة والإنسانية.
ولا شكل أن هذه المناسبة فرصة عظيمة لترسيخ القيم الوطنية في نفوس الأجيال القادمة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، والسير على درب الإنجاز والازدهار، ليظل هذا الوطن شامخاً مزدهراً تحت راية قيادته الخليفية المظفرة.
0 تعليق