في خطوة مفاجئة بعد ثلاث سنوات من الاعتكاف السياسي، أعلن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عودة تيار المستقبل إلى الساحة السياسية في لبنان. جاء الإعلان خلال خطابه الذي ألقاه في ساحة الشهداء في بيروت بمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، الذي كان له دور بارز في إعادة بناء لبنان بعد الحرب الأهلية.
عودة قوية وسط تحديات كبيرة
في خطابه الذي حضره آلاف من مؤيدي تيار المستقبل، أكد الحريري أن التيار سيبقى حاضراً في الساحة السياسية رغم التحديات التي تواجه لبنان. وأشار إلى أن هذه العودة تأتي بعد مرحلة طويلة من التأمل والاعتكاف نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد.
وتوجه الحريري في خطابه إلى اللبنانيين بالدعوة إلى العمل المشترك لإعادة بناء الدولة اللبنانية، مشدداً على ضرورة دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل استعادة الاستقرار والأمن في البلاد. كما تناول العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والدولية، مؤكدًا على أهمية تعزيز هذه العلاقات بما يضمن دعم لبنان في مرحلة إعادة الإعمار.
تركيز على إعادة الإعمار واستقرار المنطقة
واستعرض الحريري في كلمته الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث شدد على أهمية دعم لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية، مع التركيز على ضرورة إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة نتيجة الأزمات المتعاقبة. كما أكد على موقفه الثابت في دعم استقرار سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ووصفه بـ "المجرم" مؤكداً على أن لبنان لا يمكن أن يستقر دون استقرار جيرانه.
وفي ختام كلمته، دعا الحريري جميع الأطراف إلى التعاون والعمل على بناء وطن يكون قادرًا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن تيار المستقبل سيظل قوة سياسية فاعلة في لبنان تسعى إلى تحقيق الأمن والسلام.
الرسالة السياسية
من خلال هذا الخطاب، أراد الحريري أن يبعث برسالة قوية مفادها أن تيار المستقبل لم يتراجع عن دوره السياسي، وأنه سيظل يلعب دوراً مهماً في رسم مستقبل لبنان. الخطاب يعكس أيضاً عزم الحريري على استعادة الثقة في القيادة السياسية وتقديم رؤية جديدة للمرحلة المقبلة في لبنان.
0 تعليق