Local

-OneArabia

نادر العنزي، مرشد سياحي من محافظة العلا، شخصية ملهمة في قطاع السياحة. ورغم كونه جزءًا من مجتمع الصم، فقد تميز كمرشد محترف. جولاته ليست مفيدة فحسب، بل إنها أيضًا تفاعلية بشكل فريد، حيث تقدم للزوار تجارب لا تُنسى من خلال مهاراته في سرد ​​القصص.

يستخدم العنزي لغة الإشارة للتواصل بفعالية مع جمهوره. وقد سمح له هذا النهج بالتواصل بشكل عميق مع الزوار، وخاصة الصم. وتعمل ابتسامته كلغة عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية، وتضيف لمسة إنسانية إلى جولاته وتعزز الشعور بالانتماء بين المشاركين.

لم تكن رحلته خالية من التحديات، فمنذ بداية مسيرته المهنية واجه العنزي عقبات كبيرة، إلا أن شغفه بالتاريخ والثقافة دفعه إلى التغلب على هذه الصعوبات، فعمل باستمرار على تحسين مهاراته في لغة الإشارة، وتلقى الدعم من مجتمعه، وشارك في مبادرات تعمل على دمج الصم في مجالات مختلفة، وخاصة السياحة.

إن عمل العنزي ليس مجرد وظيفة، بل هو مهمة أمل وشغف. وهو يهدف إلى إثبات أن الجمال والكرم لا يحتاجان إلى كلمات بل يسكنان في الروح. وقال: "أريد أن يعرف العالم أن لغة الجمال والعطاء لا تحتاج إلى صوت".

يصادف يوم 21 فبراير اليوم العالمي للمرشد السياحي، والذي تحتفل به المملكة من خلال وزارة السياحة. ويؤكد هذا اليوم على الدور الحيوي الذي يلعبه المرشدون السياحيون في تعزيز تجارب السياح من خلال تقديم معلومات مفصلة عن المواقع التاريخية والثقافية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.

ويسلط الاحتفال الضوء على جهود المرشدين السياحيين في تعزيز السياحة المستدامة ودعم رؤية 2030 التي تسعى إلى تطوير السياحة كمساهم اقتصادي رئيسي مع تعزيز الهوية الثقافية للمملكة العربية السعودية.

وقد أشار أحد الزوار ذات مرة إلى قدرة العنزي على سرد القصص من خلال الإيماءات الدقيقة: "لم تكن ابتسامته مجرد تعبير، بل كانت بمثابة بوابة لفهم قصة المكان بروحه الخاصة". وتؤكد مثل هذه الشهادات على موهبته الفريدة في جعل التاريخ حياً لجميع الزوار.

تشكل قصة نجاح العنزي مصدر إلهام للعديد من الناس، حيث توضح كيف يمكن للإصرار والإبداع تحويل التحديات إلى فرص. ويجسد عمله كيف يمكن للأفراد من خلفيات متنوعة أن يساهموا بشكل كبير في مجتمعاتهم وصناعاتهم.

With inputs from SPA

Story first published: Friday, February 21, 2025, 23:28 [GST]