أكد خبير التربية د. سامح بدوي أن اضطراب القلق الطفولي يعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً لدى الأطفال، مشيراً إلى أنه يؤثر على سلوكياتهم حيث يعانون من نوبات عالية من التوتر والخوف والقلق وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، مما يسبب معاناة يومية للطفل.وأوضح أنه يسبب حالة من الرهاب يصعب على المصاب التحكم فيها وربما لا تلاحظ الأسرة هذا الاضطراب وتعتقد أنه سلوك طبيعي ومجرد تخوف بسيط من الابن تجاه بعض الأمور، ولا تلتفت إلى كونه اضطرابًا يسبب معاناة شديدة للأطفال، الامر الذي يزيد خطورة الموضوع ، حيث إن التجاهل الأسري لأعراضه يؤدي الى تراكمات تصبح مع الوقت «أزمة نفسية» وعائقاً يمنع الطفل من ممارسة حياته اليومية كما يؤدي إلى تأخر في مختلف واجباته اليومية.
وأضاف أن هناك أنواع عديدة لهذا الاضطراب منها:- اضطراب القلق العام Generalized Anxiety Disorder - GAD: وفي هذا النوع، يشعر الطفل بقلق عام ومستمر تجاه مختلف الأحداث والأشياء المحيطة، مثل الأداء المدرسي أو الأصدقاء أو العلاقات الاجتماعية أو المواقف الحياة اليومية. وتدفع هذه المخاوف الطفل إلى الابتعاد عن تلك الأمور أو المسببات من وجهة نظره لتخوفه، مما يؤثر بصورة مباشرة على نموه الاجتماعي وقدرته على التوافق والتكيف مع الأشخاص والأحداث المحيطة به.- القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorder: أو الرهاب الاجتماعي، وفيه يشعر الطفل بالخوف أو القلق الشديد من المواقف الاجتماعية داخل المنزل وخارجه. فهو يخجل حتى من التعامل مع أفراد أسرته، ولا يستطيع التحدث أمام الآخرين أو الظهور في أية أنشطة اجتماعية.- فوبيا الأطفال Specific Phobia: وتمثل فوبيا من أنواع القلق الطفولي، حيث يظهر الطفل تخوفاً دون أي أسباب منطقية تجاه موقف معين أو شيء طبيعي جداً، ولكن بالنسبة له يمثل مصدراً من مصادر الهلع مثل بعض الحيوانات أو المرتفعات.- اضطراب القلق الانفصالي Separation Anxiety Disorder: يمثل نوعاً من أنواع القلق الطفولي، وفي هذا النوع يكون لدى الطفل ارتباط غير قابل للبعد أو الانفصال عن بعض الأشخاص المقربين مثل الوالدين أو الأخوة أو أحد الأقارب. فمجرد البعد عنهم للحظات يتسبب في شعور الطفل بحالة من الذعر والتوتر.
وأشار د. بدوي أن آثار إصابة الطفل بالاضطراب القلق الطفولي، تبدو واضحة مثل التوتر والخوف من الأحداث الجديدة والمستقبلية. فكل تجربة جديدة تمثل مصدراً من مصادر التوتر، وغالباً ما يصاحب نوبات القلق أعراض جسدية، قد تكون في بعض الأحيان وهمية، وأحياناً تكون أعراضاً جسدية حقيقية. ومن الآثار الخطيرة لهذا الاضطراب أن الطفل يحاول الهروب من مخاوفه، مما يدفعه لتجنب المواقف الاجتماعية أو المدرسية. وتمثل هذه المواقف المتتالية وأحداث الخوف المستمرة مصدراً دائماً للعصبية، تهيج مفرط، وانزعاج طوال الوقت، وبالتالي يصعب عليه الاسترخاء أو النوم الصحي.
وشدد على ضرورة تعامل الأسرة مع هذه الأعراض وتشخيصها من خلال: التقييم النفسي، والاختبارات النفسية، والمقابلات السريرية مع الوالدين، وذلك من خلال مراكز متخصصة لتقديم الدعم للأطفال المصابين، سواء بالدعم والعلاج النفسي، أو العلاج الأسري «الاحتواء والدعم الدائم والممنهج» أو بالأدوية التي يصفها الطبيب، ولابد أن تعي الأسرة أن إهمالها لهذه الأعراض يعني تفاقمها والإصابة بأعراض أخرى أكثر صعوبة، بل وقد تستمر مع الطفل طوال مراحل حياته العمرية. لذا ينبغي أن نهتم بالتشخيص والعلاج حتى نمنح الطفل حقه في حياة خالية من التوترات والاضطرابات النفسية.
0 تعليق