في عصر تتزايد فيه التحديات الصحية العالمية، برزت مملكة البحرين كإحدى الدول التي قطعت شوطاً كبيراً نحو الريادة في مجال الطب الدقيق والابتكار الصحي. حيث نجحت مملكة البحرين في علاج أول مريض بفقر الدم المنجلي لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام تقنية زراعة النخاع المستندة إلى التعديل الجيني "كريسبر". هذا الإنجاز لم يكن فقط نقلة نوعية في الرعاية الصحية الوطنية، بل كان أيضاً شهادة على التزام البحرين بتوفير أعلى معايير الخدمات الصحية.
اعتمدت البحرين في ديسمبر 2023، علاج "كاسجيفي" لعلاج مرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا، ما جعلها أول دولة في الشرق الأوسط والثانية عالمياً في استخدام هذا العلاج الرائد. وبفضل هذا العلاج المتطور، نجح مركز البحرين للأورام في تقديم حياة جديدة لأول مريض خارج الولايات المتحدة. هذا الإنجاز لم يكن ليحدث لولا توجيهات ودعم القيادة الرشيدة في المملكة، وحرصها على توفير أحدث التقنيات الطبية. حيث يعكس هذا الإنجاز الطبي رؤية البحرين الطموحة في أن تكون رائدة عالمياً في مجال الطب الدقيق، ويتطلب تحقيق هذا الهدف الكبير تطوير الشراكات العالمية وتنفيذ استراتيجيات صحية فعّالة، وهو ما تعمل عليه البحرين بشكل مستمر.
رأيي المتواضع
أظهر الفيديو العفوي الذي انتشر لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لزيارة مريض فقر الدم المنجلي الذي استكمل مراحل علاجه عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني "كريسبر"، أظهر الحس الإنساني الراقي لقيادتنا الحكيمة، التي تهتم بتقديم أفضل الخدمات لمواطنيها. في رأيي المتواضع أن الكلمات العفوية التي تبادلها ولي عهدنا مع المريض أمجد المحاري، هو حوار يمثّل ما تحمله القيادة للشعب، وما يحمله الشعب للقيادة.
بعد هذا الإنجاز العالمي من المؤكد أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لمملكة البحرين لتصبح وجهة صحية عالمية. فهل يمكن للبحرين أن تصبح وجهة صحية عالمية؟؟ هل من الممكن أن تسترجع سمعتها التي عرفت بها على مدى سنوات بأنها منارة للمعرفة والصحة، وأن أبناء الخليج كانوا ومازالوا يؤمنون بأن الخدمات الطبية في البحرين ترتقي لمصاف الدول العالمية ويفضلون العلاج فيها؟؟
أعتقد أنه بعد هذا المنجز الوطني يجب أن نعزّز دور البحرين كوجهة جاذبة للرعاية الصحية المبتكرة، وأن نسارع في الاستثمار في المجال الصحي المبتكر مما سيُساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ويعزّز مكانة المملكة على الساحة الدولية.
0 تعليق