رفيجك «GPT-4.5».. يفهمها وهي طايرة!

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصبحنا في زمن لم يعد غريباً فيه أن تتحدث مع هاتفك أو حاسوبك، فيجيبك وكأنه شخص يعرفك من سنوات طويلة. منذ أيام قليلة جرّبت النسخة الجديدة من ChatGPT المعروفة بـ«4.5-GPT»، وكان أول سؤال خطر في بالي: ما الفرق بينه وبين النسخ السابقة، ولماذا قد أهتم بهذا التطور الجديد أصلاً؟

سابقاً، عندما كنا نتعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي، كانت العلاقة جامدة كأنك تتحدث مع موظف حكومي لا يريد أن يكمل معاملتك بسهولة. تسأله سؤالاً واضحاً، فيرد عليك بإجابة رسمية معقدة، كأنه يُلقي عليك درساً مملاً في المدرسة. كانت هذه البرمجيات تؤدي مهامها مثل الطالب الذي حفظ الدرس دون أن يفهمه؛ تجيب بدقة لكنها لا تفهمك حقاً.

ولكن «4.5-GPT» مختلف تماماً، فهو يشبه ذاك الصديق الذي تجلس معه في المقهى، تخبره مشاكلك وهمومك اليومية، فيفهمك من نصف كلمة، ثم يرد عليك بجواب منطقي وسريع وأحياناً بطرافةٍ لطيفة. الفرق الجوهري هنا هو قدرة هذا النموذج الجديد على «فهم» السياق بشكل أفضل من أي وقت مضى، والتقاط التفاصيل الدقيقة التي تحيط بالكلمات. فبدل أن يعطيك معلومة باردة، يقدم لك أفكاراً عميقة بروح قريبة منك، وكأنه شريكك الذي يعرفك منذ سنوات.

أنت مثلاً تكتب بريداً إلكترونياً لمديرك في العمل، وهو أمر قد يبدو سهلاً، لكن عندما تكون الساعة الثانية صباحاً، وتوشك أن تغفو فوق لوحة المفاتيح، يصبح أصعب من تسلق جبل. هنا يأتي«4.5-GPT»، يقرأ أفكارك المبعثرة، ويكتب بريداً مرتباً منظماً، بلغة بسيطة وواضحة، دون أن يشعر مديرك أنك كنت نصف نائم أثناء كتابته. هذا ما يجعله مختلفاً عن النماذج السابقة التي كانت تكتب عبارات رسمية جامدة، تجعلك تبدو كأنك نسخة من روبوت آخر من آلاف المستخدمين الآخرين.

وبينما كانت النماذج القديمة تجبرك على صياغة السؤال بدقة قانونية مملة، فإن «4.5-GPT»يتقبل منك حتى السؤال العشوائي مثل: «تتوقع شلون الجو بكرة في الرفاع؟» ويجيبك بشكل ودّي كأنك تتحدث مع صديق يجلس قربك. وحتى عندما تكتب له رسالة إلى صديقك الأجنبي، فإنه لا يترجم فقط حرفياً مثل مترجم جوجل، بل يضيف لها لمسة ثقافية خفيفة تجعل صديقك يشعر بأنك فعلاً من مواليد كاليفورنيا، وليس من منطقة المحرق أو الرفاع!

لكن هناك جانباً إنسانياً صغيراً يجب ألا نغفله، وهو أن استخدام «4.5-GPT» بكثرة ربما يسرق منّا شيئاً من مهاراتنا الأصيلة، فقد ننسى كيف نرتّب أفكارنا، أو نكتب رسالة بخط اليد دون أن نبدو كأطفالٍ في يومهم الدراسي الأول.

التقنية تتطور بسرعة، وهذا أمر رائع، لكن الأجمل أن نبقى دائماً متوازنين. GPT-4.5 هو صديق ذكي وظريف، يمكنه تسهيل حياتك بالفعل، لكنه ليس بديلاً عن عقلك وروحك وإبداعك.

لذلك، في المرة القادمة التي تعتمد فيها على «4.5-GPT»، تذكر أن تترك مساحة صغيرة من الأخطاء البشرية في كتابتك؛ فهي في النهاية ما يجعلنا بشراً، وليست تلك المثالية الإلكترونية الباردة.* خبير تقني

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق