عون يندد ب"الاعتداء المتمادي" ويدعو للاستعداد العسكري
قصفت نيران المدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية جنوب لبنان اليوم بعد أن أعلنت إسرائيل أنها اعترضت صواريخ أطلقت عبر الحدود، مما هدد هدنة هشة أنهت حربا استمرت عاما بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.ومثل الصراع أعنف امتداد لحرب غزة، إذ امتد عبر الحدود لشهور قبل أن يتصاعد إلى هجوم إسرائيلي عنيف قضى على كبار قادة حزب الله والعديد من مقاتليه ومعظم ترسانته.
وتبادل إطلاق النار اليوم هو الأول منذ أن انتهكت إسرائيل فعليا وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حليفة حزب الله، وكلاهما مدعوم من إيران، عدو إسرائيل اللدود.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه اعترض ثلاثة صواريخ أطلقت من منطقة لبنانية على بعد نحو ستة كيلومترات شمال الحدود، في ثاني عملية إطلاق عبر الحدود منذ أن أنهى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني القتال.
وندد الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم ب"الاعتداء المتمادي" على لبنان، فيما حذّر رئيس الوزراء نواف سلام من "مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة" بعدما اعلنت إسرائيل إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها من لبنان. وأوقف اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر حربا مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله استمرت شهرين، بعدما فتح هذا الأخير جبهة ضد اسرائيل "إسنادا" لحماس منذ بدء الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
وقد صمد اتفاق وقف إطلاق النار عموما رغم الاتهامات المتبادلة بحصول انتهاكات فيما أبقى الجيش الإسرائيلي على قواته في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان على طول الحدود مع شمال إسرائيل.
وأطلقت ثلاثة صواريخ اليوم من لبنان باتجاه شمال إسرائيل لكن سلاح الجو الإسرائيلي اعترضها بحسب الجيش.وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أنه يشنّ ضربات ضد أهداف لحزب الله اللبناني في جنوب لبنان، ردا على إطلاق الصواريخ.وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش بضرب "عشرات الأهداف الإرهابية" في لبنان.
ودان عون في بيان للرئاسة اللبنانية "محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف" وقال "ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 شباط/فبراير الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
ودعا "القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق 2024، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق او تسيّب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة".
بدوره، قال مكتب رئيس الوزراء الإعلامي إن سلام "حذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين" مضيفا أنه أجرى اتصالا بوزير الدفاع شدد خلاله على "ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم".
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش رد على نيران المدفعية. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن المدفعية الإسرائيلية أصابت بلدتين في جنوب لبنان وأن الغارات الجوية أصابت ثلاث بلدات أخرى أقرب إلى الحدود.ولم يعلن أي من الجانبين عن سقوط قتلى أو مصابين.وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه قد يصعد رده، وقال إنه "سيرد بقوة على هجوم الصباح".
ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يزال يبحث عن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ عبر الحدود اليوم باتجاه بلدة المطلة على الحدود الشمالية لإسرائيل. ولم ترد جماعة حزب الله بعد على طلب رويترز للتعليق.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لحزب الله وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة وأن ينشر الجيش اللبناني قوات فيها.
وينص الاتفاق على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تفكيك جميع البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم إن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها.
وأضاف في بيان "لن نسمح بإطلاق الصواريخ من لبنان على بلدات الجليل. وعدنا بتوفير الأمن لبلدات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط. فالقاعدة في المطلة هي القاعدة في بيروت".
ووضع وقف إطلاق النار حدا للقصف الإسرائيلي المكثف والعمليات البرية في لبنان وللهجمات الصاروخية اليومية التي يشنها حزب الله على إسرائيل. إلا أن كل طرف اتهم الآخر بعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل.
وتقول إسرائيل إن جماعة حزب الله لا تزال تمتلك بنية تحتية عسكرية في الجنوب، بينما يقول لبنان وحزب الله إن إسرائيل تحتل أراض لبنانية بمواصلتها تنفيذ بعض الغارات الجوية وإبقاء قواتها في خمسة مواقع على قمم التلال قرب الحدود.
0 تعليق