في الذكرى الثلاثين لتأسيسه، يستعد الشاعر علي عبدالله خليفة لإهداء مكتبته الشخصية، التي تضم عشرة آلاف كتاب، إلى مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، الذي كان أحد مؤسسيه إلى جانب نخبةٍ من المهتمين بالشأن الثقافي بالبلاد في سبتمبر من العام 1995.
يأتي هذا الإهداء تكريمًا لمسيرة المركز، الذي تأسس بهدف إحياء دور المؤسسات الثقافية الأهلية في البحرين، من خلال تنظيم المواسم الثقافية وتعزيز جسور التواصل مع المبدعين والمثقفين داخل المملكة وخارجها. وقد حظي المركز منذ نشأته بدعمٍ ورعايةٍ سخية وأبوية من الراحل عبدالرحمن بن جاسم كانو، الذي تبنّى مشروعه الثقافي، فكان له الفضل في استمراره وازدهاره، حتى غدا منارةً ثقافيةً بارزةً في المشهد البحريني والعربي.
وتضم المكتبة المهداة أمهات الكتب في التراث الإنساني المترجمة إلى العربية، إلى جانب مؤلفاتٍ عربية متنوعة في التراث والنقد الأدبي، الفلسفة، التاريخ، علم الاجتماع، والحركات الفكرية الكبرى عبر العصور. كما تحتوي على كنوزٍ نادرة من المجلات الأدبية والفكرية العربية، مثل الرسالة، الثقافة المصرية، المقتطف، الأدب، الشعر، والقصة، إضافةً إلى الكتاب الموسوعي دليل الخليج بأجزائه الأربعة عشر، الذي ألّفه غوردون لوريمر، ونُشرت ترجمته عام 1970.
وتزخر المكتبة بمجموعاتٍ شعريةٍ نادرة، تشمل دواوين الشعر العربي التراثي والمعاصر، فضلًا عن أعمال طه حسين، وعباس محمود العقاد، وغيرهما من أعلام الفكر العربي، لتكون بذلك كنزًا معرفيًا وإضافةً قيّمةً للمركز، يستفيد منها الباحثون والمثقفون على امتداد الأجيال.
ويأتي هذا الإهداء تجسيدًا لروح العطاء الثقافي التي عُرف بها الشاعر علي عبدالله خليفة، تأكيدًا على أهمية حفظ التراث الفكري، ودعم الحراك الثقافي، وتعزيز دور المؤسسات الأهلية في النهوض بالمشهد الأدبي والفكري في البحرين والوطن العربي.
0 تعليق