وسط حالة من الذعر تعصف بأسواق الأسهم لم يسلم سهم إنفيديا من الهبوط العنيف الذي ضرب المؤشرات الأمريكية مؤخرًا، ورغم أن الشركة لم تكن هدفًا مباشرًا لخطط الرسوم الجمركية، إلا أن سهمها تلقى ضربة موجعة، تراجع خلالها بنسبة تتجاوز 10% خلال يومين، ثم فقد أكثر من 8% أخرى صباح الإثنين قبل أن يعاود الصعود بشكل حاد ليعود بعدها مجددًا إلى المنطقة الحمراء.
هذه التحركات الحادة تعكس واقعًا لا يمكن إنكاره، فنحن في مرحلة تسودها التقلبات، والأسواق تسير على وقع ترقب مشوب بالحذر، بين مخاوف التضخم، وتهديدات الركود، واستمرار السياسات النقدية غير الواضحة.
بين الخوف والفرصة
عندما تدخل الأسواق في مناطق الخسائر الكبرى تبدأ الفرص في التسلل بهدوء، ومع هبوط مؤشر ناسداك إلى منطقة السوق الهابطة، باتت الكثير من الأسهم الجيدة تُتداول بأسعار مغرية، وسهم إنفيديا الذي فقد أكثر من 30% من قيمته منذ بداية العام، قد يكون من بين تلك الفرص الجديرة بالاهتمام خاصة أنه يظل في طليعة شركات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
حتى وإن أثرت السياسات التجارية الجديدة على أداء إنفيديا في الأجل القصير، إلا أن موقعها في قلب مشهد التكنولوجيا الحديث يجعلها مرشحة للاستفادة على المدى الطويل، ومن المتوقع أن تتوسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة من الصناعة والرعاية الصحية إلى الطاقة والتمويل، مما يجعل الشركة في وضع يسمح لها باستعادة عافيتها فور عودة الاستقرار.
هل الآن هو الوقت المناسب للشراء؟
برغم التراجعات الكبيرة يتداول سهم إنفيديا اليوم عند مضاعف ربحية متوقع يبلغ حوالي 21 مرة، وهو رقم قد يبدو جذابًا جدًا إذا ما قورن بتوقعات النمو المستقبلي، ولكن لا يعني ذلك أن الوقت مناسب للاستثمار بكامل السيولة المتاحة خاصة مع استمرار الغموض حول مصير الرسوم الجمركية وسيناريوهات الركود.
الاستراتيجية المثلى هنا قد تكون التدرج في الشراء عبر تقسيم الاستثمارات على مراحل، بدلًا من المخاطرة بالدخول الكامل في وقت لا تزال فيه الأسواق تبحث عن قاع، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سيولة نقدية مناسبة أمر ضروري لأن احتمالات تقلب السوق ما زالت قائمة بقوة.
0 تعليق