في ظل تصاعد المخاوف بشأن دخول الاقتصاد في مرحلة ركود نتيجة للسياسات التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجه أنظار المستثمرين نحو خيارات أكثر أمانًا لمواجهة تقلبات السوق، وعلى الرغم من أنه لا يمكن الجزم بحدوث ركود قريب إلا أن التخطيط المسبق يظل أمرًا حكيمًا.
السوق في فترات التراجع لا يتأثر بشكل متساوٍ فهناك شركات وقطاعات تتمتع بمقاومة أعلى وقدرة أفضل على الصمود، من بين هذه الشركات، تبرز Vertex Pharmaceuticals وHCA Healthcare كخيارات جذابة يمكنها التأقلم مع الأزمات وتحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.
Vertex Pharmaceuticals.. احتكار علاجي يمنحها القوة
تشتهر شركة Vertex بتطوير أدوية مخصصة لعلاج التليف الكيسي، وهو مرض مزمن يتطلب علاجًا مستمرًا مدى الحياة، ونظراً إلى أن الشركة تعد الوحيدة في العالم التي تُنتج أدوية تستهدف الأسباب الجذرية لهذا المرض، فإن المرضى لن يتوقفوا عن استخدامها حتى في أسوأ الظروف الاقتصادية، وما يعزز من وضع Vertex أنها تملك احتكارًا فعليًا في هذا المجال مما يضمن لها طلبًا مستمرًا مهما كانت الأحوال، وقد ارتفعت إيرادات الشركة في عام 2024 بنسبة 12% لتصل إلى 11.02 مليار دولار، وهي نتيجة تعكس قوة الأداء واستقرار الطلب.
كما أن الشركة لم تكتفِ بعلاج التليف الكيسي بل وسعت محفظتها لتشمل أدوية مثل Casgevy لعلاج أمراض الدم النادرة، وJournavx لعلاج الآلام الحادة دون استخدام الأفيونات، كما تسعى Vertex حاليًا لتطوير علاج جديد لأمراض الكلى من خلال دواء Inaxaplin، الذي يجرى عليه الآن دراسات من المرحلة الثالثة، ومع امتلاكها لخط إنتاج مبشر وبراءات اختراع فريدة فإن Vertex تعتبر خيارًا قويًا للصمود في وجه أي ركود اقتصادي قادم.
HCA Healthcare.. المستشفيات لا تتوقف عن العمل في الأزمات
في عالم الرعاية الصحية يعد قطاع المستشفيات من أكثر القطاعات استقرارًا خلال فترات الركود، وهذا ما يمنح HCA Healthcare أفضلية تنافسية واضحة، فهي واحدة من أكبر سلاسل المستشفيات في الولايات المتحدة، وتملك شبكة واسعة تضم أكثر من 100 منشأة.
وصحيح أن بعض الخدمات الاختيارية مثل العمليات التجميلية قد تشهد تراجعًا خلال الأزمات، إلا أن الغالبية العظمى من زيارات المستشفيات تحدث لأسباب طبية ضرورية لا يمكن تأجيلها، وقد أثبتت الشركة مرونتها العالية خلال جائحة كورونا، إلى جانب مواجهتها لتحديات مثل التضخم والاعتماد المؤقت على العمالة بعقود مؤقتة.
رغم هذه التحديات تمكنت HCA من زيادة حصتها السوقية من 24% في عام 2012 إلى 27% بعد عقد، وتطمح للوصول إلى 29% بحلول عام 2030، وهذه الزيادة تعكس قدرة الشركة على النمو حتى في أصعب الأوقات، كما تؤكد على مكانتها القوية في القطاع الصحي.
تستفيد HCA من علاقاتها المستمرة مع المرضى وشركات التأمين والأطباء، ومن قدرتها على الاستثمار في خدمات مطلوبة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن أمان نسبي في ظل تقلبات الأسواق.
0 تعليق