عادت التقلبات العالمية لتثير قلق المستثمرين، ولم تكن بيتكوين بمنأى عن هذه العاصفة، فقد تراجع سعرها بنحو 30% منذ أعلى قمة تاريخية سجلتها عند 109 آلاف دولار في يناير، وذلك بالتزامن مع موجة البيع العنيفة في الأسواق العالمية التي أشعلتها قرارات ترامب الجمركية الجديدة.
هذا الانخفاض الحاد أثار موجة من التوقعات المتشائمة بشأن مستقبل بيتكوين، لكن تبقى التساؤلات قائمة هل تعكس هذه التوقعات واقعًا اقتصاديًا مقلقًا، أم أنها مجرد مبالغات لحظية؟
مكانة بيتكوين كملاذ آمن
لطالما وصفت بيتكوين بأنها "الذهب الرقمي" بفضل خصائصها الفريدة، مثل ندرتها وسقف المعروض المحدود البالغ 21 مليون عملة تم تعدين أغلبها بالفعل.، وأما أن آلية التنصيف التي تقلل من مكافأة التعدين كل أربع سنوات تضفي عليها صفة الأصل الانكماشي.
لكن التجارب الواقعية لا تؤكد دائمًا هذه الفرضية، فخلال أزمة الأسواق في 2022 فقدت بيتكوين أكثر من 64% من قيمتها، بينما تراجع مؤشر S&P 500 بنحو 18% فقط، ونجح الذهب في الحفاظ على استقراره، بالمقابل أظهرت بيتكوين بعض القوة خلال أزمة البنوك الإقليمية في 2023، حيث لجأ إليها المستثمرون كبديل للنظام المالي التقليدي.
في عام 2025 تظل الصورة ضبابية، فقد سجل الذهب ارتفاعًا تجاوز حاجز 3,000 دولار، في حين تراجعت بيتكوين بنسبة تقارب 30% وهو ما يضع فرضية "الذهب الرقمي" تحت اختبار حقيقي.
سلوك بيتكوين يقترب من الأسهم التقنية
في تطور لافت بدأت بيتكوين في إظهار ارتباط متزايد مع أسهم التكنولوجيا، وهو أمر لم يكن معتادًا في السابق، فقد أظهرت دراسة لمصرف ستاندرد تشارترد أن معامل الارتباط بين بيتكوين والأسهم التقنية بلغ 0.8 في بداية العام، قبل أن يتراجع إلى 0.5، وهو مستوى ما يزال مرتفعًا مقارنة بالسنوات السابقة.
هذا الارتباط يثير القلق لأنه يعني أن أي تراجع في أسهم التكنولوجيا قد ينعكس مباشرة على بيتكوين، مما يحد من قدرتها على التصرف كأصل مستقل في أوقات التقلب.
إلى أي مستوى قد تنخفض بيتكوين؟
تشير بيانات أسواق التوقعات الإلكترونية مثل "كالشي" إلى احتمالية كبيرة لمزيد من الانخفاض، حيث تبلغ فرص هبوط بيتكوين إلى ما دون 70,000 دولار نحو 63%، وترتفع احتمالات كسر مستوى 60,000 دولار إلى 34%.
رغم ذلك لا تزال هناك توقعات متفائلة، إذ يرى بعض المحللين أن بيتكوين قد تصل إلى 200,000 أو حتى 250,000 دولار قبل نهاية عام 2025، ومن هذا المنظور يعتبر مستوى 70,000 دولار نقطة محورية تعيد السعر إلى ما كان عليه في يوم الانتخابات، وهو ما قد يفسر بأنه تصحيح طبيعي وليس انهيارًا.
0 تعليق