المنامة مدينة ذكية بجودة حياة وكفاءة خدمات

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشكل مفهوم المدن الذكية في ظل التطورات العالمية المتسارعة، ركيزة أساسية لمستقبل أكثر استدامة وتقدماً، وتتجلى أهمية هذه المدن في قدرتها على توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة، وتقليل استهلاك الموارد، وتعزيز كفاءة الخدمات العامة. فمع تصاعد التوجهات العالمية نحو التحول الرقمي وتقليل الانبعاثات الكربونية، باتت المدن الذكية ضرورة ملحّة وليست مجرد رفاهية.مؤتمر المدن الذكية الذي احتضنته المنامة خلال اليومين الماضيين، والذي تشكر عليه الجهات المعنية على حسن تنظيمه، مثل حدثاً مهماً جمع الخبراء وصناع القرار من مختلف القطاعات لتبادل الأفكار حول مستقبل التحول الرقمي والاستدامة الحضرية، فمثل هذه المؤتمرات تمثل منصات مهمة لاستعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية والتحديات التي تواجه المدن في سعيها نحو التطور الذكي. كما وتسهم في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتدعم جهود الحكومات في صياغة استراتيجيات رقمية مستدامة، لتواكب المتغيرات العالمية، وتلبي احتياجات المجتمعات المتنامية من خلال تبني حلول أكثر ذكاءً وفعالية.لقد سجلت البحرين، ممثلة بعاصمتها المنامة، إنجازاً نوعياً في التحول الرقمي والتخطيط الحضري الذكي، حيث شاركت للمرة الأولى في مؤشر (IMD) للمدن الذكية لعام 2025، وفي تقرير نشرته «الوطن» تبين أن مملكة البحرين احتلت المركز 36 عالمياً من أصل 146 مدينة، متقدمة على العديد من العواصم والمدن الإقليمية والدولية. ويعتمد المؤشر الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) على تقييم أداء المدن في خمسة مجالات رئيسية: الصحة والسلامة، والتنقل، والأنشطة، والفرص، والحوكمة، استناداً إلى استبيانات ميدانية وتحليل البيانات الحضرية والخدمات الرقمية.لقد أظهرت المنامة نتائج قوية في العديد من المجالات، حيث سجلت نسبة 78.1% في الإبلاغ الإلكتروني عن مشاكل الصيانة، و76.2% في التخلص من النفايات عبر التطبيقات، كما ساهمت التكنولوجيا في تقليل الازدحام المروري عبر التطبيقات الذكية بنسبة 72.9%. وفي مجال التعليم وريادة الأعمال، تجاوزت سرعة الإنترنت وتوافر فرص التعليم مدى الحياة نسبة 73%، مما يعكس توجهات البحرين نحو التحول الرقمي الكامل. وهذه التحولات لا تقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل تمتد إلى تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاستدامة، ما يجعل المدن أكثر ذكاءً وتكاملاً.يساهم التحول نحو المدن الذكية في دعم ريادة الأعمال والابتكار، واستقطاب الاستثمارات المتخصصة في التكنولوجيا والخدمات الرقمية، مما يعزز النمو الاقتصادي. كما أن تحسين جودة الحياة من خلال الخدمات الذكية يسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، حيث أظهرت الدراسات أن أولويات سكان المنامة تتركز في توفير المساكن بأسعار معقولة بنسبة 53%، وحل مشكلة الزحام المروري بنسبة 52%، إلى جانب تعزيز فرص العمل بنسبة 49%. وهذه البيانات توفر رؤية واضحة للسياسات المستقبلية التي يجب تبنيها لضمان تنمية مستدامة ومتكاملة.ومع استمرار البحرين في تحقيق تقدم ملموس في تصنيفات المدن الذكية، تتجه المملكة إلى تعزيز بنيتها التحتية الرقمية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وخلق بيئة محفزة للنمو الاقتصادي والاجتماعي. ولقد تفوقت المنامة على عدة مدن إقليمية، وهذا التقدم يعكس الالتزام بتعزيز مبادرات المدن الذكية وتحسين جودة المعيشة، مما يجعل البحرين نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم في مجال التحول الرقمي والاستدامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق