الكرك.. حفريات مشاريع تثير استياء المواطنين وتستنزف البلديات

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

الكرك- لا تكاد تخلو منطقة من بلدات وقرى محافظة الكرك، من الحفريات التي تنفذها جهات مختلفة مياه واتصالات وصرف صحي، وتترك آثارا مدمرة على الشوارع والطرقات في تلك البلدات بسبب تركها كما هي بعد تنفيذ المشاريع، وهي حالة تجمع عليها وتعاني منها جميع بلديات المحافظة.اضافة اعلان
ومؤخرا أطلقت بلدية الكرك تحذيرا بأن شبكة الشوارع والطرق في مناطقها المختلفة باتت معرضة للتدمير، بسبب الأعمال التي تقوم بها تلك الجهات، حيث تم رصد عمليات حفر عشوائية في عدد من الشوارع دون تنسيق مسبق مع البلدية، وهذه الأعمال تشكل خطورة على المركبات والمشاة، وتتسبب في إرباك الحركة المرورية وتهديد السلامة العامة.
ودعت البلدية الجهات المعنية في المؤسسات المختلفة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات التنظيمية والتنسيق المسبق قبل تنفيذ أي أعمال بنية تحتية، مع توثيق الأوضاع لضمان إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي كما كانت سابقا.
ويؤكد سكان في الكرك أنه رغم معاناة شوارع مدن وبلدات المحافظة من الخراب والتدمير، بسبب قدم شبكة الطرق والشوارع، وعدم قدرة البلديات على تنفيذ أعمال تعبيد وصيانة جديدة، تأتي حفريات المؤسسات وشركات الخدمات المختلفة من مياه واتصالات وصرف صحي لتقضي على ما تبقى من شوارع جيدة في بعض المناطق، وتكتمل معها معاناة المواطنين في تنقلهم اليومي.
تدمير البنية التحتية للشوارع
ويؤكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، أن البلدية أصبحت تعاني من عدم التزام المؤسسات المختلفة بالإجراءات التنظيمية المتعارف عليها في إنشاء المشاريع المختلفة، والتي تنفذ في شوارع البلدية وعلى أطرافها، رغم توقيع اتفاقية بين طرفي الالتزام لإعادة الشارع إلى ما كان عليه قبل بدء التنفيذ.
وبين أن أعمال العديد من المؤسسات باتت تسهم في تدمير البنية التحتية للشوارع وتؤدي إلى التقليل من عمرها بسبب الحفريات التي تتم فيها، مشيرا إلى أن البلدية تقوم بالتواصل مع الشركات والمؤسسات التي تنفذ أي مشروع في مناطق البلدية بهدف القيام بكافة أعمال التعبيد فور الانتهاء من الحفريات وإعادة الشوارع كما كانت، إضافة إلى تقديم كفالة مالية للبلدية في حال تخلفت أي شركة أو مؤسسة عن أعمال إعادة الصيانة للطرق والشوارع.
وأشار المعايطة، إلى أن أن البلدية وبالتنسيق مع مختلف الجهات الداعمة، تقوم بشكل دائم، وبسبب تلك الحفريات، بتنفيذ عمليات لإعادة تأهيل الطرق والشوارع.
وأكد أن هذه العمليات تشمل إعادة تأهيل شبكة الطرق والشوارع في مناطق البلدية المختلفة التي أصابها الاهتراء بشكل لا يصدق، وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة، مشددا على أن البلدية بدأت العمل بإعادة تعبيد الشوارع بالخلطات الإسفلتية الساخنة بكلفة مليون و250 ألف دينار.
وأضاف المعايطة، أن حجم الضرر الذي لحق بالشوارع نتيجة أعمال الحفر التي تقوم بها مؤسسات أثناء تنفيذها للمشاريع، يفوق ما أحدثته السنون الطويلة من تدمير للبنية التحتية، لافتا إلى أنه أصبح لازما إعادة تعبيد تلك الشوارع كاملة ولا يجدي معها الإصلاح والترقيع الذي تقوم به تلك الشركات بعد الانتهاء من أعمال الحفر، مشددا على أن على تلك الشركات والمؤسسات العمل على إنشاء مشاريعها قبل تنفيذ الطرق والشوارع حرصا على عدم إلحاق الضرر بالشوارع المعبدة حديثا.
مخاوف من تنفيذ عطاء جديد
ويؤكد سكان في مناطق قصبة الكرك والمزار الجنوبي ومؤتة أن شوارع بلداتهم تعرضت للتدمير بسبب تنفيذ عمليات صيانة أو إنشاء عشوائية لشبكات المياه والاتصالات والكهرباء قبل سنوات، ما جعل السكان في مناطق الكرك يتخوفون من أن تنفيذ العطاء الجديد لشبكة الصرف الصحي في مناطقهم سيؤدي إلى نفس النتيجة وتدمير الطرق التي عبدت حديثا.
وقال طارق المبيضين من سكان بلدة الثنية إن تنفيذ أعمال إنشائية لمؤسسات متنوعة بشكل دوري في شوارع المدينة يؤدي إلى تعميق معاناة المواطنين جراء تحول الشوارع إلى حفر ومطبات دائمة، وأحيانا يصبح السير فيها خطرا لاحتمالية السقوط في حفرة عميقة.
وأشار إلى " أن بلدة الثنية التي تعد الأكبر في الأحياء التجارية والسكنية ببلدية الكرك تعاني من تدمير شبكة الطرق فيها، وجزء كبير من سبب التدمير يعود إلى حفريات المؤسسات المختلفة من مياه واتصالات وغيرها، وهي غير عابئة بمصالح المواطنين".
وبين أن عمليات إعادة صيانة الشوارع التي تم حفرها لا يمكنها أن تعيد الشارع إلى ما كان عليه قبل الحفر، لأنها تنفذ من قبل أشخاص ليس لديهم المعرفة والخبرة في التعبيد، مطالبا الجهات المعنية في البلديات بعدم السماح لأي جهة بإجراء عمليات حفر وتعبيد لأي خدمات إلا تحت إشراف كوادرها الهندسية.
وأشار المبيضين إلى أنه يمكن رصد مئات الحفر في وسط وعلى جوانب الشوارع الناتجة عن أعمال الحفريات العشوائية في منطقة الثنية، والتي تعيش في فوضى وتدمير لغالبية شوارعها بسبب تنفيذ مشاريع إحدى الشركات.
وتطرق كذلك إلى تخوف المواطنين، بسبب تجربتهم المريرة مع مشاريع بعض الشركات الخدمية، من أن تصبح شوارع البلدة في حالة يرثى لها جراء تنفيذ حفريات الصرف الصحي في الفترة المقبلة، وترك الشوارع دون تعبيد بعد الانتهاء من الحفريات، داعيا الجهات المعنية في البلديات إلى العمل على إلزام المتعهد بتنفيذ أي مشروع في كل شارع على حدة، وإعادة تعبيد كل شارع بعد انتهاء الحفريات فيه في نفس اليوم، وعدم ترك الحفريات قائمة لأيام عديدة.
غياب التخطيط والتنسيق
وقال محمد الصرايرة من بلدة مؤتة إن عمليات الحفريات المختلفة تزيد من مأساة الشوارع في بلدة مؤتة ولواء المزار الجنوبي، ما يؤكد أن مصلحة المواطن والحرص على سلامته هي آخر ما يتم التفكير فيه أثناء تنفيذ المشاريع المختلفة أو تنفيذ عمليات الصيانة لخدمات أخرى غير الطرق.
وبين أن تنفيذ الأعمال الإنشائية لمختلف الخدمات يجب أن يكون سابقا لأعمال فتح وتعبيد الشوارع حرصا على عدم تدميرها لاحقا، لافتا إلى أن غياب التخطيط هو ما يحكم عمل مختلف المؤسسات بالمحافظة، وغياب التنسيق أيضا.
كما لفت الصرايرة إلى تنفيذ العديد من الحفريات في الشوارع دون الحاجة إليها، مسببة حفر عميقة في الشارع، مؤكدا أن العديد من الشركات والمؤسسات تقوم بتنفيذ أعمالها دون مراعاة للوقت ولمصالح المواطنين في استخدام الطرق والشوارع.
وأضاف أنه في بعض الأحيان تكون هناك حاجة لحفر حفرة صغيرة، إلا أن المقاول، وهو في القطاع الخاص، يقوم بحفر حفرة تزيد في مساحتها عن عرض الشارع، نتيجة غياب الرقابة عليه من مختلف المؤسسات ذات العلاقة وخصوصا البلديات، لافتا إلى أن بعض المقاولين يقومون بإغلاق الشارع كاملا في وجه حركة السير والمشاة، ويبقى مغلقا لفترة طويلة، مع إبقاء مخلفات الحفر في وسط الشارع. 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق