وجاءت وزارة الداخلية كأولى القطاعات الحكومية التي بدأت استعداداتها، إذ أطلقت بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج "منصة تصريح" لإصدار التراخيص والتصاريح التي تخول لحامليها من حجاج الداخل والخارج الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال التكامل التقني مع وزارة الحج والعمرة عبر منصة (نسك).
كما تخول المنصة للعاملين والمتطوعين في أعمال الحج كافة، والمركبات التي تنقلهم، الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع إمكانية استعراض التصاريح عبر التطبيق الوطني الشامل "توكلنا".
وتعزز المنصة التي طورتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، بالشراكة مع جميع الجهات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، التكامل التقني بين الجهات الحكومية والخدمية بالحج وتوحيد الإجراءات وتنظيمها والتنسيق بينها خلال مواسم الحج، والإسهام في تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، تحقيقا لمستهدفات برنامج ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030.
تعد المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج "منصة تصريح"، التي تتيح للجهات الأمنية في مداخل العاصمة المقدسة قراءة التصاريح والتحقق منها آليا عبر تطبيق "ميدان"، أنموذجا متقدما لحلول تقنية ابتكارية ونقلة نوعية في مرونة وسرعة إصدار التراخيص والتصاريح بالتكامل بين الجهات المعنية.
وجاء إطلاق المنصة متزامنا مع إعلان الإجراءات الواجب توفرها لدخول مكة المكرمة للإخوة المقيمين ابتداء من الأربعاء (25 شوال 1446 هـ الموافق 23 أبريل 2025م)، والمتمثلة في ضرورة أن يحمل المقيم هوية مقيم صادرة من العاصمة المقدسة، أو لديه تصاريح حج.
أما لماذا يشترط تصريح لدخول مكة المكرمة؟
فالمتابع لخدمات الحج والحجاج يلحظ أن محدودية مساحة المشاعر المقدسة الشرعية خاصة مشعر منى، التي تقدر بحوالي 7.82 كم2، وصدور قرار وزراء خارجية الدول الإسلامية في مؤتمرهم السابع عشر في عمَّان بالمملكة الأردنية الهاشمية، من 3 – 7 شعبان 1408هـ بأن تكون نسبة حجاج كل دولة هي حاصل قسمة عدد سكان الدولة على عدد المسلمين في العالم، ووجود مؤسسات وشركات مرخص لها لتقديم خدمات لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين بأسعار تتفق مع مستوى الخدمات المقدمة من نقل وسكن وإعاشة ورعاية، واستمرار ظاهرة افتراش الشوارع والطرقات في المشاعر المقدسة خاصة مشعر منى، ولتمكين الحجاج القادمين من خارج المملكة وحجاج الداخل النظاميين من أداء فريضتهم بيسر وسهولة والحصول على الخدمات كافة التي وفرتها لهم الدولة، كان لا بد من وضع تنظيم يعمل على منع الحجاج غير النظاميين من الوصول للمشاعر المقدسة، فبرزت فكرة تنفيذ تصريح الحج لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين ليكون الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة الافتراش أولا.
تصريح الحج يمكن الحجاج النظاميين من الحصول على الخدمة الجيدة، كما يتيح التنظيم الخاص بدخول المشاعر المقدسة للعمل الفرصة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، والمساهمة في الحفاظ على نظافة البيئة في المشاعر المقدسة، من خلال تنظيم خدمات الإعاشة داخل المخيمات عبر شركات تقديم الخدمات، ومحلات بيع المواد الغذائية للقضاء على المأكولات العشوائية.
0 تعليق