في خضم سباق لا يهدأ على صدارة مشهد الذكاء الاصطناعي تستعد شركة OpenAI لإطلاق نموذج جديد مفتوح المصدر خلال الصيف المقبل، في محاولة واضحة لإعادة رسم خريطة المنافسة التي باتت أكثر احتدامًا مع دخول لاعبين كبار من الشرق والغرب.
نموذج أكثر انفتاحًا من العمق إلى السطح هذا النموذج الذي سيكون الأول من نوعه منذ إصدار GPT-2 يعد بمثابة عودة إلى فلسفة الانفتاح التي انطلقت منها الشركة، والتي غابت لفترة مع احتدام الضغوط الأمنية والتجارية، فالنموذج سيقوده نائب رئيس قسم الأبحاث أيدان كلارك مع تركيز خاص على تخفيف القيود المتعلقة بالاستخدام التجاري، مما يجعله أكثر جاذبية للمطورين والمبتكرين.
تنافس عالمي واستفاقة متأخرة تحرك OpenAI يأتي في وقت حساس إذ تواجه الشركة ضغوطًا متصاعدة من نماذج منافسة مثل Llama التابعة لشركة ميتا، والتي حصدت أكثر من مليار عملية تنزيل إلى جانب الطموحات الصينية التي تمثلها شركات مثل "ديب سيك" التي اعتمدت نهجًا منفتحًا بالكامل في نشر تقنياتها، وهذا المشهد دفع OpenAI إلى مراجعة استراتيجيتها خاصة بعدما كانت تتهم بفرض قيود صارمة تحُدّ من الاستفادة العامة من تقنياتها.
توجه نحو النماذج الاستهلاكية والتحكم الشخصي من الملامح اللافتة للنموذج الجديد أنه لن يكون مقتصرًا على البيئات البحثية، بل قد يشغل على أجهزة استهلاكية متطورة مع توفير خاصية تشغيل وإيقاف الاستدلال، وهو ما يمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في الأداء والدقة، كما تشير التسريبات إلى احتمال طرح إصدارات أصغر حجمًا، مما يعني توسيع نطاق الاستخدام ليشمل شرائح أوسع من الأفراد والشركات الناشئة.
ألتمان يعترف.. والانفتاح أصبح خيارًا لا مفر منه في تحول واضح في الرؤية صرح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان خلال جلسة تفاعلية على منصة Reddit بأن الشركة كانت في وقت سابق على الجانب الخطأ من التاريخ فيما يتعلق بالمصادر المفتوحة، وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد التزامًا أكبر بالشفافية والاختبارات الصارمة، حيث سيرفق النموذج الجديد ببطاقة توضح نتائج اختبارات السلامة الداخلية والخارجية.
انتقادات الماضي تحفز الحذر في الحاضر OpenAI كانت قد تعرضت لموجة من الانتقادات في الأشهر الماضية بسبب تسريعها في طرح النماذج الجديدة دون توفير ضمانات كافية للأمان والموثوقية، كما لم يخل المشهد من التوترات الداخلية خاصة بعد الأزمة الإدارية التي عصفت بقيادة الشركة في أواخر 2023 والتي طالت شخص ألتمان نفسه، مما ألقى بظلاله على مستوى الثقة في قراراتها.
0 تعليق