إيران «المستفيد الأكبر» من المفاوضات مع أمريكا

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

جولات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لا تزال مبهمة، ولم يكشف عن نتائجها بعد، بالرغم أن بعض محاورها معروفة سلفاً، كبرنامج إيران النووي، ورفع العقوبات الأمريكية عن طهران.

وفي كل الأحوال، فإن المراقبين لا يزالون يترقبون نتائج هذه المفاوضات التي استضافتها سلطنة عمان الشقيقة لمرتين، ومرة واحدة في روما، والتي يشوب كل تلك الجولات عدم وضوح نتائجها أو إلى أين وصلت، بالرغم من إبداء الأطراف المشاركة ارتياحها بشأن سير تلك المفاوضات، ولكن لم يتم الكشف عن أسباب تلك الراحة وما هي درجاتها ومستوياتها.

لذلك كانت هناك اجتهادات من وسائل الإعلام بشأن نتائج تلك المفاوضات، في ظل تكتم الأطراف المشاركة فيها، ولا بأس من أن يصاحب تلك الاجتهادات الإعلامية بعض التسريبات من هنا وهناك، لبناء مواقف واضحة بشأن تقدم المفاوضات من عدمها، خاصة وأن كلا الطرفين الأمريكي والإيراني لم يصرحا بفشل المفاوضات بينهما، بل على العكس، وهذا يؤكد أن هناك تفاهماً مشتركاً بشأن بعض المحاور الأساسية المطروحة على طاولة التفاوض.

أعتقد أن تلك المفاوضات هي مجرد وسيلة لكسب الوقت، والمستفيد الأكبر من ذلك هي إيران، حتى تخصب المزيد من اليورانيوم، خاصة بعد التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير الماضي، أبدت من خلاله قلقها بشأن تمكن إيران من تخصيب ما يقارب من 60% من اليورانيوم، وهي أعلى بكثير من النسبة المنصوص عليها في الاتفاق النووي وهي 3.67% ، وهذا دليل على أن طهران خالفت الاتفاق النووي، ولم تلتزم بالنسبة المحددة للأغراض السلمية، لذلك فإن إيران ستواصل تخصيبها للمزيد من اليورانيوم، في ظل عدم وجود من يمنعها، إلى أن تصل نسبة التخصيب إلى 90% وهي النسبة المخصصة للاستخدام العسكري.

والسؤال الأهم هو من منح كل هذا الوقت لإيران، حتى تصل إلى هذه نسبة 60% من تخصيب اليورانيوم؟ ثم إن كانت إسرائيل مستاءة من سكوت الولايات المتحدة على إيران، وعدم توجيهها ضربات عسكرية ضدها، فلماذا لم توجه هي تلك الضربات؟ خاصة وأن إسرائيل إن أرادت فعل هذا الشيء، فلن يمنعها أحد حتى لو كانت الولايات المتحدة.

إن المفاوضات الأمريكية الإيرانية لاشك أنها مهمة، ولكن الأهم هو نتائج تلك المفاوضات التي تحدد درجة التوافق بين الأطراف المشاركة، وفي نهاية المطاف لابد من تكون تلك النتائج تصب في صالح السلام والاستقرار في المنطقة، فهذا هو الهدف الأول من تلك المفاوضات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق