في مشهد غير مألوف، يطوي نادي المنامة الرياضي صفحة من أكثر مواسمه إحباطًا في تاريخه، بعد سلسلة من الإخفاقات غير المسبوقة على مستوى كرة السلة وكرة القدم، لتغيب شمس الإنجازات عن نادٍ اعتاد على التتويج والألقاب.سلة بلا بريق
لطالما كان نادي المنامة هو “زعيم السلة” البحرينية، لكن موسم 2024-2025 جاء ليخدش هذه الهيبة قليلاً، ويخلّف صدمة في أوساط جماهيره العريضة.
فالفريق خرج خالي الوفاض من البطولات المحلية الكبرى، بعد أن خسر لقب دوري زين لكرة السلة في نصف النهائي أمام النادي الأهلي، لتتوقف رحلة الدفاع عن اللقب مبكرًا وبصورة غير معتادة.
ولم تكن كأس خليفة بن سلمان بأفضل حال، حيث سقط المنامة مجددًا في النهائي أمام الغريم التقليدي نادي المحرق، ليتضاعف الشعور بالحسرة وسط الجماهير التي لم تعتد رؤية فريقها يسقط في المحطات الحاسمة بهذا الشكل المتكرر.
وعلى الصعيد الخارجي، جاء الأداء في بطولة السوبرليغ الآسيوي مخيبًا للآمال، بعدما فشل الفريق في الوصول إلى المرحلة الحاسمة (الفاينل 8)، على عكس الموسم الماضي حين كان أحد أقطاب البطولة، وحصل على وصافة منطقة الخليج وتأهل بجدارة للنهائيات، وقبلها بموسم كان هو بطل السوبرليغ الآسيوي.
هذا التراجع الحاد شكل صدمة كبرى، ليس فقط لكون الفريق خرج من الموسم صفر اليدين، بل لأنه كان قبل عام فقط في قمة مجده، جامعًا بين لقب الدوري والكأس، ومشرّفًا للسلة البحرينية خارجياً.كرة القدم في مهب الريح
لم يكن حال فريق كرة القدم أفضل، بل إن المصير كان أكثر قسوة، بعدما ودّع دوري ناصر بن حمد الممتاز وهبط إلى دوري الدرجة الثانية، في انتكاسة موجعة لكل من تابع المشروع الكروي للنادي خلال السنوات الماضية.
فبعد أن كان الفريق ينافس بشراسة على اللقب، محققًا نتائج مميزة واقترب من التتويج، يأتي هذا الهبوط ليفتح علامات استفهام كبيرة حول أسباب التراجع، ويفرض تحديًا جديدًا لإدارة النادي لإعادة البناء واستعادة الهوية المفقودة.صدمة الجماهير وتساؤلات المستقبل
الموسم الحالي لم يكن مجرد إخفاق رياضي، بل مثل زلزالًا هزّ الثقة داخل أروقة النادي وخارجه. الجماهير التي اعتادت الفخر والانتصارات، وجدت نفسها أمام واقع مرير يصعب تصديقه،
السؤال الآن: هل هذا الموسم هو الأسوأ في تاريخ المنامة؟ أم أنه مؤشر على خلل أعمق يستوجب إصلاحات جذرية في البنية الإدارية والفنية؟.
الإجابة قد لا تكون واضحة الآن، لكن الأكيد أن نادي المنامة يقف عند مفترق طرق، حيث لا مجال سوى للنهوض سريعًا، حفاظًا على تاريخه ومكانته في الرياضة البحرينية، أو استمرار التراجع في الموسم القادم أيضاً
0 تعليق