"الشباب" يفرض حضوره ببلوغ المونديال.. ولقب تاريخي للفحيص في "عربية السيدات"

عمان – عام مضى كان شاهدا على العديد من الإنجازات المتواصلة للعبة كرة السلة الأردنية، واختلطت فيه المشاعر وتعددت الإنجازات تارة، وخيبات الأمل تارة أخرى، واعتلت فيها فرق للرجال والسيدات منصات التتويج، وتنوع الحصاد وتراوح بين بطولة محلية وأخرى دولية، مع آمال بأن يحمل العام الجديد بين ثناياه مظاهر الفخر والإنجاز.
منتخب السلة تحت 18 عاما، منح عشاق اللعبة الأمل، بحجزه مقعده في نهائيات بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 عاما، التي تقام في مدينة لوزان السويسرية بالفترة من 28 حزيران (يونيو) إلى 6 تموز (يوليو) من العام المقبل، حيث تبوأ المركز الرابع في بطولة آسيا التي استضافها اتحاد اللعبة مؤخرا، ليتأهل إلى البطولة العالمية للمرة الثانية بعد بلوغ مونديال اليونان العام 1995، وسبق ذلك تحقيقه المركز الثالث ببطولة غرب آسيا للشباب في العراق.
وساهمت هذه الإنجازات في تقدم المنتخب الوطني للشباب لكرة السلة 9 مراكز دفعة واحدة على سلم التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي "فيبا"، ليحتل "الصقور" المركز 42 عالميا، الـ10 آسيويا والـ3 عربيا برصيد 351.3 نقطة.
إنجاز الشباب، قابله تراجعا للفئة ذاتها على صعيد الإناث، بعدما تراجع المنتخب الوطني للناشئات 5 مراكز في التصنيف العالمي، ليحتل المركز 82 عالميا، 19 آسيويا والسادس عربيا برصيد 117.8 نقطة. وهو التراجع الذي يعود إلى غياب الاستحقاقات الخارجية للناشئات، بعدما ساهم الخلل التنظيمي في طريقة اختيار الاتحاد الآسيوي للفرق المشاركة بكأس آسيا للناشئات في الهند خلال العام الحالي، وامتناع اتحاد غرب آسيا عن فرض بطولة تأهيلية لفرق المنطقة، في تجريد "صقور الناشئات" من حقهن في اللعب بالبطولة الآسيوية رغم التحضير المكثف لخوض هذه المشاركة القارية، ليتبع هذه الصدمة إلغاء كأس العرب للناشئات تحت 18 عاما، بعد عجز الاتحاد العربي عن تجميع العدد الكافي من الفرق المشاركة لبطولته.
وأحكم المنتخب الوطني الأول للرجال، قبضته على لقب النسخة الثانية عشرة من بطولة كأس الملك عبدالله الثاني الدولية لكرة السلة، ليطبع قبلاته على اللقب الأغلى على قلوب الأردنيين للمرة الثالثة تواليا والسادسة في تاريخه (رقم قياسي)، ثم تبع ذلك نجاح "صقور" المنتخب الوطني بقطع تذكرة العبور إلى نهائيات كأس آسيا للرجال (جدة 2025) للمرة العاشرة تواليا، ليبلغ المشاركة السابعة عشرة في تاريخه، رغم تبقي نافذة واحدة على انتهاء مشواره بالتصفيات القارية.
ولا يمكن التقليل من شأن المدير الفني للمنتخب الوطني للرجال والشباب وسام الصوص، الذي كان مهندس الإنجازين المتحققين، قبل أن ينهي ارتباطه على نحو مفاجئ مع المنتخبات الوطنية، ليقرر خوض تجربة تدريبية جديدة مع فريق هسينشو توبلوس ليونيرز التايواني، الذي انضم إليه لاحقا مجنس المنتخب الوطني الأول وصانع الألعاب الأميركي دار تاكر.
وساهمت بطولة الأردن للرجال بكرة السلة "دوري اللعيبة" - التي حمل لقبها فريق رم - في الحفاظ على اقتصاد اللعبة وكسر حالة "السبات السلوي" الذي شهدته المسابقة الرئيسية للرجال بعد تجميد بطولة الدوري الممتاز للموسم 2023-2024، وبطريقة أسهمت في إعادة اللاعبين والمدربين والحكام والإداريين إلى أجواء المنافسات. كما شكلت البطولة فرصة تنافسية للاعبين ومحطة تحضير وإعداد مثالية للاعبي "صقور الناشئين"، وحملت الفرق أسماء مدن سياحية كنوع من الترويج السياحي للمملكة.
وكانت الصافرة الأردنية حاضرة بقوة بعدما قاد الحكم الدولي محمد فوزي مجريات المباراة الودية التي جمعت بين منتخب "الأحلام" الأميركي وأستراليا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في إطار تحضيرات المنتخبين لأولمبياد باريس. حيث أدار فوزي المباراة بكفاءة عالية وتميز بأدائه الحازم والعادل، ما ساهم في سير اللقاء بسلاسة، الذي حسمته الولايات المتحدة (98-92).
ولدى السيدات، مضى فريق نادي شباب الفحيص نحو اللقب الأول في تاريخه على مستوى بطولة الأندية العربية للسيدات بكرة السلة، حيث يعد لقب النسخة الـ25 من بطولة الأندية العربية هو الأول في مسيرة الفحيص، بعدما خسر لقب نسخة العام 2016 أمام المجمع البترولي الجزائري، مقابل تقلده الميدالية البرونزية في ثلاث نسخ، عن الأعوام 2017 في لبنان، 2018 في مصر، و2021 في الأردن.
وسبق ذلك الإنجاز، تتويج سيدات الفحيص بلقب النسخة السابعة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات (الشارقة 2024)، للمرة الثانية تواليا في تاريخه.
ويحمل نادي اتحاد عمان، طموحات الأردن في المنافسة الخارجية من بوابة دوري سوبر غرب آسيا "وصل"، الذي يمثل فيه كرة السلة الأردنية في مجموعة واحدة تضم إلى جانبه فرق؛ الرياضي بيروت والحكمة اللبنانيين، طبيعة طهران الإيراني، الدفاع الجوي العراقي والوحدة السوري، حيث ستقام البطولة عبر مرحلتين، الأولى بالفترة من 3 إلى 9 آذار (مارس)، والثانية في الفترة من 7 إلى 13 نيسان (أبريل) المقبلين.
ونجحت "مؤقتة السلة" بإعادة تنظيم دوري CFI الممتاز لكرة السلة للموسم الحالي بمشاركة فرق: الأرثوذكسي، الأهلي، الجبيهة، الأشرفية، الجليل، اتحاد عمان وشباب بشرى، والأخيران يشاركان للمرة الأولى في الدوري الممتاز، حيث يشهد الدوري بنسخته الحالية السماح بتواجد اللاعب الأجنبي مع رفع قيود التعاقد مع اللاعبين واستبدالها بالحوافز المالية للأندية المستقطبة للاعبي المنتخبات الوطنية.
وقام اتحاد اللعبة بتجديد اتفاقية رعاية منتخبات الصقور وأنشطة الاتحاد والدوري الممتاز مع شركة التداول المالي CFI للعام الرابع تواليا، بما يضمن استدامة كرة السلة الأردنية، فضلا عن إبرام اتفاقية رعاية مع شركة معروف للصناعات الغذائية - بن معروف.
ويخوض لاعب ارتكاز المنتخب الوطني الأول لكرة السلة أحمد الدويري – الحائز لقب بطولة الدوري الأوروبي مع فنربخشة التركي سابقا – تجربة احترافية مع فريق دبي باسكتبول تيم الإماراتي، حيث يمثله في بطولة رابطة كرة السلة لدول البحر الأدرياتيكي بكرة السلة، ويقدم مستويات قوية.
ولم تتوقف إنجازات كرة السلة الأردنية عند هذا الحد، حيث توج فريق شباب الفحيص بلقب بطولة أكاديمية باور الدولية للناشئات تحت 16 عاما، بفوزه على نظيره فريق النادي الأرثوذكسي - الذي حل وصيفا - فيما ظفر فريق النادي الأهلي بالمركز الثالث والميدالية البرونزية بعد تجاوزه الثورة السوري.
وستكون بداية العام الجديد شاهدة على افتتاح الصالة الرياضية الخاصة بفرق نادي اتحاد عمان بعد إنجازها، وبما يساهم في تعزيز البنى التحتية للفرق المنتمية للعبة.
وفي دوريات الفئات العمرية؛ حافظ فريق الأرثوذكسي على لقبه بطلا لدوري الناشئين تحت 16 سنة، للموسم الثاني تواليا، بحسمه سلسلة النهائي أمام منافسه فريق اتحاد عمان، الذي حل وصيفا، فيما جاء فريق الإنجليزية في المركز الثالث.
وتوج فريق الفحيص بلقب بطولة دوري الناشئات تحت 14 عاما على حساب الأرثوذكسي، فيما حسم فريق النادي الأهلي صراع المركز الثالث وظفر بالميدالية البرونزية على حساب فريق نجوم الأردن.
وحقق النادي الأرثوذكسي لقب بطولة دوري الناشئين تحت 14 عاما على حساب نادي اتحاد عمان، وظفر فريق الإنجليزية بالمركز الثالث أمام المقاولين. فيما وضع فريق اتحاد عمان بصمته على لقب بطولة دوري الشباب تحت 20 عاما (المستحدث)، بعدما حسم سلسلة النهائي (2-0) أمام النادي الأرثوذكسي.
ونجحت مرح حطاب في اجتياز الاختبارات التي أقيمت خلال دورة مدربي الإحصائيين التي نظمها المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي - آسيا في دبي، لتصبح حطاب محاضرة دولية للإحصائيين.
وكانت نهاية العام الحالي شهدت نجاحا جديدا لـ"مؤقتة السلة" التي تمكنت من إعادة نادي الوحدات بإدارته الجديدة المنتخبة برئاسة يوسف الصقور، إلى ساحة المنافسة في نشاط كرة السلة والتعاون معه للتحضير من أجل خوض منافسات الموسم الجديد، في خطوة ستساهم بتوفير بيئة حاضنة تسهم في توسيع قاعدة اللعبة ودعم المنتخبات الوطنية. خصوصا بعد وعود "السلة" بتقديم الدعم اللازم للنادي، من أجل تأسيس أكاديميات وفرق فئات عمرية.
بداية العام 2024، كانت تضمنت قرارا بتشكيل متجدد للجنة المؤقتة لإدارة اتحاد كرة السلة برئاسة محمد عليان وعضوية الرئيس السابق لنادي الحسين إربد فارس حجازي، الرئيس الحالي لنادي اتحاد عمان نديم كيالي، المحامي إياد الزوايدة من اللجنة القانونية، بديع يعيش والرئيس التنفيذي لبلينك زين ملحس، مع استمرار أمين السر العام م. نبيل أبو العطا وأمين الصندوق أحمد تيجاني ورئيسة اللجنة النسوية دينا هلسه في مناصبهم، لكن الأنظار ستكون شاخصة مطلع العام نحو الإدارة الجديدة المنتخبة، التي ستتولى مهمة شؤون اللعبة المحلية الأكثر إنجازا على صعيد الألعاب الجماعية.اضافة اعلان