زعمت دراسة جديدة أن شرب مياه الصنبور يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
ويقال إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في العلاقة بين الماء واضطرابات النمو العصبي، حيث قام العلماء بالتحقيق في "ارتباطات عسر الماء بأمراض التنكس العصبي".
ما هو الخرف؟
الخرف هو متلازمة مرتبطة بالتدهور المستمر في وظائف المخ، ويمكن أن تشمل الأعراض المبكرة الشائعة للخرف: التغيرات العاطفية مثل التهيج والنسيان، والصعوبة في متابعة المحادثة أو العثور على الكلمة الصحيحة، والخلط بين الزمان والمكان.
وتشير النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى أن مياه الصنبور لها "تأثير ضار" على "اضطرابات النمو العصبي"، بما في ذلك الخرف والتصلب المتعدد.
السكان في مناطق المياه العذبة أكثر عرضة للإصابة بالخرف
وقالت صحيفة " ميرور" البريطانية فى تقرير لها، إنه قد يكون ملايين السكان الذين يعيشون في مناطق "المياه العذبة" أكثر عرضة للإصابة بهذا بالخرف لأن هذه المعادن قد يكون لها تأثير على المخ، ويرجع هذا إلى المستويات المنخفضة التي قد تتسبب في تآكل الأنابيب بشكل أسرع، وبالتالي السماح للعناصر السامة مثل الرصاص بالدخول إلى الجسم.
ووجدت البيانات أن سكان المملكة المتحدة المعرضين للمياه العذبة، التي تحتوي على ما بين صفر و60 ملجم من كربونات الكالسيوم لكل لتر من الماء، كانوا أكثر عرضة بنسبة 34 في المائة للإصابة بالخرف الوعائي مقارنة بأولئك الذين لديهم إمدادات مياه غير عذبة.
وأشارت الدراسة إلي أن تركيزات الكالسيوم المنخفضة في المياه ارتبطت بارتفاع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 63 في المائة وزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بنسبة 53 في المائة، وارتبطت مستويات المغنيسيوم المنخفضة بارتفاع خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 25 في المائة.
ووجد البحث أن السكان الذين يعيشون في مناطق المياه العذبة يعانون من تغيرات في بنية أدمغتهم في عشرين منطقة مختلفة.
أعلى معدلات تشخيص الخرف في العالم
وأجرى البحث فريق من العلماء من الصين وكلية إمبريال كوليدج لندن، استناداً إلى بيانات ما يقرب من 400 ألف شخص في المملكة المتحدة، حيث تتمتع إنجلترا بواحد من أعلى معدلات تشخيص الخرف في العالم، فقد أظهرت عدة دراسات أن واحدًا من كل 11 شخصًا في المملكة المتحدة فوق سن 65 عامًا مصاب بالخرف.
وقال مؤلفو الدراسة: "تقترح دراستنا دور المياه ذات المحتوى المعدني المنخفض كعامل خطر ذي صلة باضطرابات النمو العصبي من خلال التعرض طويل الأمد والتراكمي، مما يعزز ويكمل تأثير عسر الماء على صحة الإنسان".
وأضافوا: "نحن نقدم أدلة جديدة حول التأثير الضار للمياه الغازية على اضطرابات النمو العصبي التي تسلط الضوء على أهمية تحسين معايير جودة المياه لضمان فوائد صحية على المدى الطويل."
وفي حديثه عن الدراسة الجديدة، أوضح عوضش جها، أستاذ علم السموم الوراثية والسموم البيئية بجامعة بليموث: "هذه دراسة مثيرة للاهتمام، ومع ذلك، فإن الأنظمة البيولوجية وأداء الأجسام البشرية متعددة الاستخدامات وقابلة للتكيف ومرنة. إن استجابتنا للعوامل البيئية بما في ذلك نمط الحياة (مثل التدخين أو الشرب) ونوعية الهواء أو الطعام أو الماء تعتمد على تركيبتنا الجينية أو الجينات التي نرثها".
وأضاف البروفيسور جها: “بناءً على الدراسة والنتائج التي تم الحصول عليها، فإن الافتراضات التي تشير إلى وجود علاقة مع ليونة الماء تؤدي إلى حالات مرضية عصبية بعيدة المنال، والاستنتاجات المستخلصة سابقة لأوانها.
"لا تقدم الدراسة أي تفسير آلي حقيقي لدور الكالسيوم (Ca) والمغنيسيوم (Mg) في تطور مثل هذه الحالة المرضية العصبية.
"المؤلفون يقدمون فقط تكهنات سطحية فيما يتعلق بدور النشاط البدني والعمليات الالتهابية ودورها في تطور هذه الحالات، هناك حاجة لدراسات مراقبة مع سكان متجانسين أو نماذج حيوانية لتأكيد الاستنتاجات"، يقول البروفيسور جها: "وفيما يتعلق بالتوصيات الواردة في الدراسة للحفاظ على صلابة المياه، قال البروفيسور جها إنها "ذهبت بعيدا جدا".
وأضاف: "ستكون هذه مهمة صعبة بالنسبة لصناعات المياه التي سيتعين على المستهلكين أن يدفعوا ثمنها في نهاية المطاف".
0 تعليق