السبيل
شهد مجلس النواب البرازيلي، الأربعاء، تنظيم إفطار عمل فلسطيني بمبادرة من المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، بالتعاون مع قيادات من حزب العمال، والحزب الشيوعي، وحزب الحرية والاشتراكية.
وتناول اللقاء الذي عُقد في مقر البرلمان في العاصمة برازيليا، حملة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى الجهود الإعلامية الرامية للتصدي لمحاولات تشويه صورة المقاومة الفلسطينية في البرازيل. كما جرى النقاش حول وضع خطة عمل للعام المقبل وما يمكن إنجازه خلال ما تبقى من هذا العام.
بدورهم، أعرب النواب البرازيليون عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، مدينين بشدة ما يجري في غزة من عمليات إبادة جماعية، ومؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في كفاحه من أجل الحرية والكرامة.
من جهته، قال رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، أحمد شحادة، إن “اللقاء يهدف إلى إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في المشهد السياسي البرازيلي، خاصة في ظل استمرار حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة.”
وأضاف شحادة أن “هناك ضرورة ملحة لوضع النواب البرازيليين في صورة هذه الجرائم، ومناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها داخل البرلمان للضغط باتجاه وقف هذه الممارسات.”
كما سعى اللقاء، وفقًا لشحادة، إلى “توحيد جهود النواب المؤيدين للقضية الفلسطينية وإعادة إحياء (الجبهة البرلمانية البرازيلية لدعم القضية الفلسطينية)، والتي من المتوقع الإعلان عن استكمال انطلاقتها قريبًا بعد اكتمال النصاب المطلوب.”
وأشار رئيس (ابرسبال) إلى استمرار الحملة الإعلامية الواسعة التي تهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية في البرازيل، والتي أثرت سلبا في البداية على بعض النواب. إذ “تم تداول ادعاءات عن ضحايا مفترضين لا وجود لهم. ومع ذلك، أثبتت عشرات التحقيقات زيف هذه الادعاءات، مما أسهم في تعزيز مصداقية المقاومة ودحض الأكاذيب المتداولة، وتشجيع النواب على التمسك بدعم القضية الفلسطينية ومواصلة الدفاع عنها داخل البرلمان البرازيلي.”
وأوضح شحادة أنه تم توزيع كتاب بعنوان “حماس تروي جانبها من القصة” على النواب، والذي أصدره حزب “القضية العمالية” البرازيلي (PCO) في آب/أغسطس الماضي، ويتضمن شهادات ومقابلات مع قيادات من حركة “حماس”، من ضمنهم رئيس المكتب السياسي السابق، الشهيد إسماعيل هنية، بهدف تعزيز الوعي بأهمية المقاومة وشرعيتها. مؤكدًا أن “لا يمكن الحديث عن الظلم والاحتلال دون الإشارة إلى المقاومة، فهي مشروعة ولا غنى عنها في سياق النضال الفلسطيني.”
وتناول اللقاء سلسلة من الإجراءات العملية التي تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية بشكل فعّال داخل البرازيل. وجرى التركيز، وفقًا لشحادة، على ضرورة تفعيل “الجبهة البرلمانية لمناصرة القضية الفلسطينية” قبل بدء الإجازة البرلمانية الطويلة مطلع العام المقبل. كما تم “تشكيل مجموعة عمل تتولى مهمة إبقاء النواب على اطلاع دائم بتطورات القضية الفلسطينية، إلى جانب تنسيق الجهود البرلمانية للضغط على الحكومة البرازيلية بهدف وقف التعاون مع (إسرائيل) في كل المجالات.”
كما ناقش المشاركون قضية البرازيليين الذين يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتبارهم “مجرمي حرب”، مؤكدين “أهمية التحرك في هذا الملف”. ومن ضمن الإجراءات التي تم التوافق عليها، التخطيط لعقد “جلسة خاصة بالتعاون مع (الجبهة البرلمانية لحماية الطفل) لتسليط الضوء على معاناة الأطفال في غزة.”
وأكد شحادة أن “اللقاء يرسل رسالة تضامن قوية للشعب الفلسطيني، بأن المذابح اليومية لن تُصبح أمرًا طبيعيًا، وأن الضحايا لن يتحولوا إلى مجرد أرقام، وقد تم الاتفاق بين النواب على إبراز قصص الشهداء في كلماتهم أمام البرلمان، بهدف إبقاء معاناة الشعب الفلسطيني حاضرة في أذهان الجميع.” كما شدد المشاركون على الالتزام بمواصلة العمل لإبقاء القضية الفلسطينية أولوية في المشهد السياسي البرازيلي.
ويُشار إلى أن “المعهد البرازيلي الفلسطيني – ابرسبال”، مؤسسة برازيلية مستقلة، تأسست في مدينة “ساو باولو” البرازيلية عام 2017 قبل أن تسقر في العاصمة برازيليا.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، للعام الثاني على التوالي، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وتنفيذ مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
قدس برس
0 تعليق