لني بن دافيد
وصول رئيس الوزراء نتنياهو الى واشنطن كالضيف الأجنبي الأول للرئيس دونالد ترامب يعد شرفا عظيما. فالاثنان يعرفان الواحد الآخر جيدا. لكن نتنياهو ما يزال بحاجة لأن يشد حزام الأمان. في الأسابيع الأولى لترامب كرئيس، فإن سياسة جديدة تخرج من واشنطن تأتي بقوة بوتيرة تشوش الأعداء والأصدقاء.اضافة اعلان
إن دخول إدارة جديدة الى المنصب، بخاصة من حزب سياسي مختلف، هو كحاملة طائرات ضخمة – قوية لكن تنتظر الأوامر والتوجيه. وهذا كفيل بان يستغرق وقتا. ثمة من يدعي بانه ليس نزيها ان نحاكم إدارة في سنتها الأولى، والتي تعتبر في أحيان كثيرة سنة سيئة. هذه ليست الحالة مع إدارة ترامب: تيار من المراسيم الرئاسية، اعمال حاسمة في مواضيع ابعاد في غزة، تعيين أعضاء كابنت بسرعة مدوية وغيرها. في السياسة الخارجية سجل فرض جمارك، تقليصات في المساعدات الخارجية وفي تمويل الأمم المتحدة، وهجمات عسكرية على قواعد داعش في الصومال وفي سورية. "السنة الأولى لكل إدارة جديدة هي بشكل عام صعبة على إسرائيل"، هكذا علمني مؤسس ايباك يشعياهو كنن. فقد شرح بانه استغرق اشهر الى أن نفذت السياسة والتعليمات الجديدة ونقلت من أروقة وزارة الخارجية الى سفارات الولايات المتحدة.
في 1969 في السنة الأولى لادارة نيكسون ترددت الولايات المتحدة في تزويد طائرات فانتوم اف 4 لإسرائيل. بعد احتجاج متظاهرين بقيادة منظمات يهودية ضد الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، احتجاجا على قرار فرنسا عدم بيع السلاح لإسرائيل "غضب" نيكسون واعلن عن الغاء قوانين السلاح لإسرائيل. في شهرها الأول، استأنفت إدارة ترامب توريد الذخائر الثقيلة لإسرائيل بعد أن حظرت عليها إدارة بايدن.
متلازمة السنة الأولى كانت واضحة أيضا في إدارة أوباما. فقد عين جورج ميتشل مبعوثا خاصا للسلام في الشرق الأوسط وفي 2009. وضغط لعمل اميركي اكثر كثافة ضد إسرائيل في مواضيع مثل المستوطنات وتقسيم القدس. في تلك السنة، عندما سافر الرئيس أوباما الى الشرق الأوسط تجاوز إسرائيل والقى خطابه الشهير عن علاقات الولايات المتحدة والمسلمين في جامعة القاهرة.
في جهودها المتواصلة لتحسين العلاقات مع ايران في العام 2021 شطبت إدارة بايدن الحوثيين عن قائمة منظمات الإرهاب الأجنبية والغت عقوبات اقتصادية خطيرة على ايران. اما الان فالمرسوم الرئاسي لترامب الذي أعاد تعريف الحوثيين كإرهابيين جاء "لتصفية قدرات الحوثيين وأعمالهم، ونزع المقدرات منهم وبذلك إنهاء هجماتهم".
نتنياهو سيجد أن "متلازمة السنة الأولى" هي ظاهرة قديمة: الرئيس ترامب ليس بأي حال أو بشكل رئيسا غراً. يبدو انه يواصل ولايته الأخيرة حين اعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل، أعلن عن هضبة الجولان تحت سيادة إسرائيل واوجد اتفاقات إبراهيم. إدارة ترامب، بمرافقة وزيري خارجية ودفاع بل ومدعوم في الكونغرس يشق الطريق لأيام مؤيدة لإسرائيل.
0 تعليق