البحرين حباها الله بنعمة الإسلام، فتمسكت بهذا الدين العظيم ورفعت من شأنه منذ أكثر من 1400 عام. والمساجد في البحرين موجودة منذ العقود الأولى من الإسلام - وخير مثال على ذلك مسجد الخميس التاريخيّ الذي بني في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز - ومستمر بناؤها حتى اللحظة.
ومؤخراً بلغ عدد المساجد في البحرين وحسب جريدة الأيام التي بدورها قامت باستخراج المعلومة من منصة البيانات الحكومية حوالي 1336 مسجداً والعدد في ازدياد. ويعد هذا الرقم كبيراً بالنسبة لبلد صغير تعداد سكانه أقل من مليوني نسمة وهو دليل على اهتمام الدولة بتشييد دور العبادة في كل منطقة وكل حي حيث أمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في 26 فبراير بافتتاح وترميم وتأهيل 40 مسجداً تابعاً لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، في كافة محافظات مملكة البحرين، وذلك في إطار خطة تطوير الجوامع والمساجد.
وهذه الأوامر بتشييد دور العبادة وتأهيلها ليس بأمر غريب على حكام هذا البلد الكرام الذين طالما أولوا بناء المساجد والجوامع اهتماماً كبيراً على مر العصور.
كما أن هذا العدد الهائل من المساجد يبين مدى تمسك أهل البحرين بدينهم وحرصهم على وجود بيوت الله في كل بقعة من البلاد كي تكون قريبة منهم يؤدون فيها صلواتهم التي أمرهم الله -سبحانه- بها.
وأجر بناء المساجد في الإسلام كبير، ويعد من أعظم أعمال الخير وهو صدقة جارية للمتبرع طوال حياته وبعد مماته. ويخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل بناء المساجد فيقول «من بنى لله مسجداً يذكر فيه اسمه بنى الله له بيتاً في الجنة».
ومحظوظ في هذا الزمان من يملك القدرة على بناء مسجد في البحرين نظراً لارتفاع كلفة البناء والتأثيث، لذلك هنيئاً الأجر الكبير والبيت في الجنة إن شاء الله لكل من ساهم في تشييد مسجد في هذه السنوات.
وعندما تذكر المساجد في البحرين، يقفز إلى الذهن الدور المميز الذي لعبته وتلعبه عائلة يوسف بن أحمد كانو الكريمة في تشييد المساجد و الجوامع والذي وصل عددها إلى ما لا يقل عن 12 مسجداً وجامعاً في جميع محافظات البحرين مازالت تشرف على صيانتها ورعايتها، فهي من العائلات الرائدة في بناء بيوت الله، وتتصدر قائمة المتبرعين في هذا الجانب في البحرين.
كما لا ننسى العديد من العائلات الميسورة والتجار من أهل البحرين الذين يقبلون على بناء المساجد حالياً، ويتفنون في تجهيزها بأفخر السجاد والإنارة ليهدوها إلى عباد الرحمن؛ جعلها الله في ميزان حسناتهم، وزادهم من خيره.
وأرى أن مساجدنا استعدت استعداداً متميزاً لهذه الأيام المباركة التي نعيشها وهي عامرة بالمصلين الخاشعين يستمعون إلى ترتيل القرآن في التراويح والقيام من أفواه قراء ومشايخ متمكنين من أمثال فضيلة الشيخ أنس عيسى العمادي وفضيلة الشيخ د. جمعة توفيق الدوسري والشيخ د.
خالد عبدالرحمن الشنو والشيخ خالد عبدالرحمن آل ريس وغيرهم الكثير. ولا يسعنا سوى أن نتقدم بالثناء والتقدير للمجهودات التي تبذلها إدارتا الأوقاف في تهيئة مساجدنا وجوامعنا لهذه الليال الأهم في حياة المسلم، عسى أن نكون وإياكم ممن يكسبون الأجر ويدركون ليلة القدر.
0 تعليق