لا تستهِن بها.. البوجيهات قد تُنقذ سيارتك أو تدمرها

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُشعل شرارة صغيرة في أعماق المحرك سلسلة من الانفجارات المنظمة التي تُحرك سيارتك يوميًا، وهذه الشرارة لا تأتي من العدم بل من عنصر صغير يدعى شمعات الاحتراق أو البوجيهات.

ورغم حجمها المتواضع، فإنها تلعب دورًا أساسيًا في تشغيل السيارة بكفاءة، ويظن الكثيرون أن البوجيهات لا تستحق الاهتمام، لكن الحقيقة أن إهمالها يُمكن أن يُفسد كل شيء بدءًا من التشغيل وحتى الانبعاثات.

ما هي البوجيهات وما وظيفتها في المحرك؟

البوجيهات هي مكونات معدنية صغيرة مثبتة داخل رأس الأسطوانة في محرك الاحتراق الداخلي، وتتمثل وظيفتها الرئيسية في توليد شرارة كهربائية تُشعل خليط الهواء والوقود داخل غرفة الاحتراق.

ويتكون البوجي من قطب مركزي معدني وغطاء خزفي عازل، وقطب أرضي تنبعث منه الشرارة الكهربائية، وبمجرد مرور التيار الكهربائي من ملف الإشعال، تُنتج البوجيهات شرارة في التوقيت المناسب تمامًا، مما يُطلق الانفجار الذي يدفع المكبس للأسفل ويولد القوة اللازمة لتحريك السيارة، ويستمر هذا الدور الحيوي آلاف المرات في الدقيقة، مما يجعل من الضروري الحفاظ على كفاءة البوجيهات باستمرار.

أهمية البوجيهات في أداء السيارة

تلعب شمعات الاحتراق دورًا محوريًا في تحسين كفاءة المحرك، فبوجودها في حالة مثالية يتم إشعال الوقود بشكل كامل وسلس، ما يمنح المحرك قوته القصوى واستجابته السريعة، وفي حال تلفها، تبدأ الاستجابة بالتدهور وقد تلاحظ ضعفًا عامًا في قدرة السيارة.

تساهم البوجيهات السليمة في تقليل استهلاك الوقود عبر إشعال أكثر كفاءة لخليط الهواء والوقود، مما يمنع الفاقد من الوقود غير المحترق، كما تساهم في تقليل الانبعاثات الضارة عبر ضمان احتراق نظيف، وهو ما يُقلل من الانبعاثات السامة كالـ CO وNOx.

تُسهل عملية تشغيل المحرك، لا سيما في الطقس البارد، إذ توفر شرارة كافية للإشعال الأولي، في حين قد تؤدي البوجيهات التالفة إلى تأخر في التشغيل أو فشله تمامًا.

أبرز أعراض تلف البوجيهات

ضعف التسارع هو أول العلامات، حيث تلاحظ تأخرًا في استجابة السيارة عند الضغط على دواسة الوقود، ويلي ذلك اهتزاز المحرك، وخصوصًا في وضع التوقف أو عند السرعات البطيئة، وهو نتيجة لاشتعال غير متوازن داخل الأسطوانات.

تُعد صعوبة التشغيل إشارة شائعة عند تلف البوجيهات، حيث يأخذ المحرك وقتًا أطول للاشتعال، كما يظهر أثرها في زيادة استهلاك الوقود، إذ يعجز المحرك عن استخدام كل الوقود الداخل بشكل فعال.

قد تلاحظ انبعاث دخان أسود أو أزرق من العادم، وهو ناتج عن احتراق غير كامل، كما قد يُضيء مؤشر فحص المحرك (Check Engine) في لوحة العدادات، بسبب تسجيل كمبيوتر السيارة لخلل في دورة الإشعال.

الأسباب الشائعة لتلف البوجيهات

التآكل الطبيعي الناتج عن الاحتكاك والحرارة المرتفعة يعتبر من أبرز الأسباب، وهو ما يجعل من تغيير البوجيهات إجراء دوريًا في صيانة السيارة.

الوقود الرديء الذي يحتوي على شوائب يترك رواسب على سطح الأقطاب، مما يُقلل من كفاءتها ويؤثر سلبًا على عملية الإشعال.

إهمال الصيانة وترك البوجيهات دون فحص لفترات طويلة يُعجّل بتلفها، إذ تتراكم الرواسب وتُصبح غير قادرة على توليد الشرارة بشكل منتظم.

ارتفاع حرارة المحرك بشكل مزمن قد يؤدي إلى تلف أسرع للبوجيهات ويؤثر على هيكلها المعدني والعازل الخزفي، إلى جانب الضرر العام الذي يُصيب أجزاء المحرك الأخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق