شهد سهم شركة تسلا (NASDAQ: TSLA) تراجعاً بنسبة 1.86% في جلسة تداول اليوم الأربعاء، ليصل إلى مستوى 249.39 دولار عند الساعة 5.14 بتوقيت السوق، متأثراً بتقارير تفيد بأن الشركة علقت خطط استيراد مكونات من الصين لسيارات "سايبركاب" والشاحنة الكهربائية "سيمي".
جاء هذا القرار بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، مما شكل ضغطاً مباشراً على الشركة.
الأداء السعري والتحركات التاريخية:
خلال العام الماضي، حقق سهم تسلا إجمالي عائد سعري بلغ 61.7%، وهو مؤشر إيجابي نسبياً على الرغم من التراجع الأخير، ومن خلال الرسم البياني، نلاحظ أن السعر شهد تقلبات كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث وصل إلى ذروته في 2021 و2024، قبل أن يتراجع مجدداً نتيجة لتغيرات السوق والضغوط التنظيمية.
المؤشرات المالية الأساسية:
وتبلغ القيمة السوقية لتسلا حوالي 801.8 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر الشركات في قطاع السيارات الكهربائية عالمياً، حيث يبلغ معدل السعر إلى الأرباح (P/E) حوالي 111.5x، وهو رقم مرتفع مقارنة بمتوسط السوق، مما يشير إلى تقييم مرتفع يعكس توقعات المستثمرين العالية للنمو المستقبلي.
وربحية السهم (EPS) من العمليات المستمرة تبلغ 2.23 دولار، بينما بلغت الإيرادات السنوية نحو 97.69 مليار دولار، كما أن القيمة الدفترية للسهم عند 22.71 دولار، وهو ما يعكس وجود فارق كبير بين القيمة السوقية والدفترية، في ظل تطلعات المستثمرين لمزيد من النمو والتحول.
العوامل المسببة وتأثيرها:
القرار الأخير للإدارة الأمريكية بتعليق استيراد المكونات من الصين له أبعاد استراتيجية عميقة، أولاً، يعكس اعتماد تسلا على سلاسل توريد خارجية، وخاصة من الصين، التي تعتبر مصدراً رئيسياً للمكونات الإلكترونية والبطاريات، ثانياً، يعكس حجم التأثير السياسي على استراتيجيات الإنتاج والتوزيع في شركات السيارات الكبرى، كما أن الرسوم الجمركية المتزايدة ترفع التكاليف وتؤثر سلباً على هوامش الربح.
آفاق النمو والمخاطر:
تواصل تسلا التوسع في مشاريعها، خاصة في مجالات الذكاء الصناعي، القيادة الذاتية، وتطوير الطاقة الشمسية، إلا أن التحديات التي تواجهها الشركة ليست قليلة، بالإضافة إلى الضغوط التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة.
على المدى القصير، قد يواجه السهم بعض التقلبات نتيجة التوترات السياسية والتجارية، ومع ذلك فإن الأساسيات القوية للشركة، خاصة في جانب الإيرادات والسيولة، تجعل من تسلا هدفاً محتملاً للمستثمرين الباحثين عن نمو طويل الأجل.
0 تعليق