انفصام الشخصية أو الفصام هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على الإدراك والتفكير والسلوك، مما يجعل المصاب به يواجه صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، ولا يحدث الفصام نتيجة سبب واحد فقط، بل هو نتيجة لتفاعل عدة عوامل بيولوجية ووراثية وبيئية تؤثر على الدماغ وتزيد من احتمالية الإصابة به.
العوامل الوراثية وتأثير الجينات
يلعب العامل الوراثي دورًا مهمًا في الإصابة بالفصام، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض أكثر عرضة للإصابة به، ومع ذلك فإن الوراثة وحدها ليست كافية لتحديد الإصابة بل تزيد من القابلية عند توفر عوامل أخرى محفزة، وإذا كان أحد الوالدين مصابًا بالفصام، فإن احتمالية إصابة الأبناء تكون أعلى مقارنة بالأشخاص الذين لا يوجد في عائلاتهم تاريخ مرضي لهذا الاضطراب.
التغيرات الكيميائية في الدماغ
يعتقد أن الفصام مرتبط بعدم توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ، خاصة الدوبامين والسيروتونين، وهما المسؤولان عن تنظيم الحالة المزاجية والتفكير والإدراك، وعند حدوث اضطراب في مستويات هذه النواقل العصبية قد يعاني الشخص من أعراض مثل الهلوسة والأوهام والتفكير غير المنطقي، مما يجعله غير قادر على التفاعل مع الواقع بطريقة طبيعية.
الضغوط النفسية والتوتر
لا يعتبر التوتر سببًا مباشرًا للإصابة بالفصام، لكنه قد يكون عاملًا محفزًا لظهور الأعراض لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، والتعرض لمواقف حياتية صعبة، مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض لصدمات نفسية حادة قد يؤدي إلى ظهور أعراض الفصام لدى الأفراد الأكثر عرضة للإصابة، والضغط النفسي المستمر يمكن أن يزيد من اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ ويؤثر على الوظائف الإدراكية.
التأثيرات البيئية وعوامل الطفولة
يمكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا في الإصابة بالفصام مثل التعرض لمضاعفات أثناء الولادة، نقص الأكسجين، أو الإصابة بعدوى فيروسية أثناء الحمل، ويعتقد أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو الذين يتعرضون لضغوط نفسية شديدة في سن مبكرة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لاحقًا.
0 تعليق