تعقد اليوم السبت جلسة المباحثات الثالثة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في مسقط بسلطنة عمان حيث تتم جلسة المباحثات على المستويين السياسي والفني، وعلى مستوى الخبراء أمام ما ذكرته مصادر أن الفريق الفني الأمريكي سيكون من وزارات مختلفة.
ولابد هنا، ونحن نتطلع اليوم السبت إلى أن تخرج جولة المباحثات هذه التي تعد المرحلة الأصعب والأكثر تعقيداً التي يدخلها العالم اليوم في هذا النفق والذي لا يعرف كيف سيخرجون منه أمام انعكاسات هذه المباحثات على ميزان الأمن والسلام الإقليمي والدولي تلعب سلطنة عمان دوراً كبيراً في الوساطة بين الفريقين، وتستمر في سياستها الحيادية والموضوعية في السعي نحو دعم الخيار الدبلوماسي بين الطرفين الأمريكي والإيراني عوضاً عن الخيارات العسكرية التي ستكلف المنطقة ثمناً باهضاً بلا شك، لابد أن نعود إلى ما خرجت به الجولة الثانية من المحادثات التي انعقدت في روما يوم السبت الماضي أن هناك بارقة أمل في المسار الدبلوماسي عوضاً عن الخيار العسكري الذي تلوح به أمريكا باستمرار عن طريق توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية إلى المنشآت النووية الإيرانية في طهران، حيث ذكر وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن المحادثات كانت إيجابية وهناك تقدم محرز، وتم التوصل إلى تفاهم واتفاق أفضل حول بعض المبادئ والأهداف في المفاوضات هذه كما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية العمانية أن الجولة الثانية أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم بضمان خلو إيران الكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية؛ مما يعني أن هناك توجهاً نحو اللجوء لخيار الاتفاقيات والمعاهدات لإحلال السلام في المنطقة.
المسار الذي تتجه نحوه المفاوضات الأمريكية الإيرانية يبشر بالخير قطعاً أمام تحديات أمنية وعسكرية تواجهها المنطقة في حال وجود صدام عسكري بين أمريكا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى سيكون له انعكاساته الأمنية البالغة بالتأكيد على دول المنطقة وتأثيراته على مسار حراك الأذرع الإيرانية في بعض الدول. ورغم بارقة الأمل تلك، إلا أن هناك تقارير صحفية متداولة تذكر أن عدداً من المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أن طهران تتوخى الحذر إزاء المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني مع عدم وجود ثقة في إحراز تقدم ومع شكوك بالغة في نوايا واشنطن وأمام ما خرج به وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه لا يوجد نية لدى بلاده إيران لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني؛ مما ينذر بأن مرحلة المفاوضات الثالثة هذه هي المرحلة الأصعب والحاسمة من عملية التفاوض وتاريخ المباحثات أمام التهديد الأمريكي المستمر بتوجيه ضربات عسكرية عن طريق إسرائيل إلى إيران، وأنه كما أكد عدد من الخبراء إرادة الطرفين ترتكز على إنجاح المفاوضات، إذ لا يوجد خيار آخر وحتى على مستوى المنطقة لابد أن تنجح الوساطة العمانية التي ترتكز اليوم باسم دول المنطقة والإقليم، إذ لا يوجد خيار آخر لدينا لاحتواء شرارة الحرب العسكرية وإحلال محلها لغة المعاهدات والسلام.
0 تعليق