عندما تسلّط هدية العيد الضوء على مشاكل السمنة.. من دون قصد! - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في حين تحتل أحدث معدات وأدوات التمرين رأس قائمة الهدايا لمناسبة الأعياد، لكن هذا لا يعني أن زوجًا جديدًا من أحذية الجري، أو عضوية في صالة للألعاب الرياضية، وقعها مضمون على من تحب.

فبرأي ليزلي شيلينغ، اختصاصية التغذية المسجّلة في لاس فيغاس واختصاصية التغذية الرياضية والتعافي من اضطرابات الأكل، "لا تشترِ أبدًا هدية متّصلة باللياقة البدنية أو التغذية لشخص ما، لأنّ هذا النوع من الهدايا يرتبط دومًا بثقافة النظام الغذائي، سواء كنت على دراية بذلك أم لا".

وأضافت شيلينغ أنه حتى عندما يتم تقديمها بحبّ ونوايا جيدة، فإن هذا النوع من الهدايا قد يكون له دلالات مثل "تحتاج إلى التغيير نوعًا ما"، وهذا الأمر يكون ضارًا جدًا بالعادة لمتلقي الهدية.

المخاطر على الأطفال

المخاطر أعلى لدى تقديم هدايا اللياقة البدنية للأطفال والمراهقين. بالنسبة للمراهقين الذين قد تكون صورتهم الذاتية هشّة، فإنّ التعليمات غير الواضحة لزيادة التمارين الرياضية ستضرّ بصحّتهم العقلية.

ورأت كارولين كوماس، معالجة اضطرابات الأكل في لوس أنجلوس، أنًّه عندما يُمرّر الأهل رسالة مفادها أنّ ثمة مشكلة في جسم الطفل، "يمكننا ملاحظة تراجع أكبر لدى الطفل لجهة احترام الذات، لأنّ هناك هذا الشعور ’أحتاج إلى أن أكون مختلفًا. أحتاج إلى التغيير. ما أبدو عليه الآن ليس جيدًا بما فيه الكفاية‘، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات الأكل والاكتئاب والقلق".

بالنسبة للأهل الذين يشعرون بالمسؤولية وأنّ من واجبهم تشجيع طفلهم غير النشط على الحركة، قد يعتقدون أن هدية اللياقة البدنية هذه قد تلعب دور المحفز المثالي. لكنّ جُهد حُسْن النية هذا قد  تأتي نتائجه عكسية بطرق عدة.

وبحسب شيلينغ فـ"إن اللياقة البدنية أمر شخصي للغاية. إن دعم استقلاليتنا أمر مهم حقًا. لذا عندما يمنحنا شخص آخر جهاز Fitbit، أو اشتراك هدية للتدريب الشخصي، أو أي شيء من هذا القبيل، فإنّ ذلك يسلبنا الاستقلالية، وهي جزء مهم للغاية من ممارسات اللياقة البدنية والصحة المبهجة والمستدامة".

وتكمن المفارقة في أنّ تقديم نصيحة غير مرغوب بها على شكل هدية قد تُصعّب على المتلقي الشعور في الرغبة بأن يكون أكثر نشاطًا. عندما يشعر الناس بالضغط أو الحكم عليهم أو السوء تجاه أنفسهم، يفضي ذلك إلى تثبيط دوافعهم. وقالت شيلينغ إن تقديم مثل هذه الهدية المحتملة "قد يطيل في الواقع من انخراط شخص ما في سلوكيات صحية لأنه يشعر بالأذى جرّاءها".

ولاحظ كوماس أنه إذا أراد الأهل وضع الأساس للاستمتاع بالحركة مدى الحياة، فإن تحويل التمرين إلى أمر مرتبط بالخوف أو الخجل ليس هو الحل. بالنسبة للأطفال الذين لا يميلون بطبيعتهم إلى المشاركة في الرياضة أو أشكال أخرى من التمارين الرياضية، "فإن أفضل طريقة لتقديمها هي بطريقة غير رسمية، لأنه عندما يكون الأمر ممتعًا، فأنت تريد القيام به. وهذا ما نطمح إليه من جميع التمارين الرياضية". 

وأضاف أن هذا الأمر قد يبدو مماثلًا لدعوة الأطفال للانضمام إلى الأنشطة العائلية مثل المشي في الطبيعة، أو التزلج على الجليدأو على الزلاجات من دون أي تعليق حول حرق السعرات الحرارية، أو "كسب" الحلوى.

إغراءات التكنولوجيا القابلة للارتداء

لكن ماذا لو كان مراهقك هو الذي يتوسل للحصول على أحدث سراويل اليوغا المصممة أو التكنولوجيا القابلة للارتداء الرائعة؟

مع الملابس الرياضية العصرية، يتفق كل من شيلينغ وكوماس على أنها رهان أكثر أمانًا بشكل عام، لأن الملابس الرياضية أصبحت راحة يومية وأزياء لكثير من الناس. لكن لا يزال من المفيد التحقق مع مراهقك أو مراهقتك بهدف معرفة المزيد عن السبب الكامن وراء رغبتهم بهذه العناصر.

قد تكون الساعات الذكية رائجة للغاية، لكن على الأهل التفكير مرتين حتى عندما تكون مدرجة على قائمة رغبات الطفل. يحذّر الاختصاصيّون الذين يعالجون اضطرابات الأكل الشديدة من إعطاء هذه الأجهزة للأطفال.

وقالت شيلينغ بصراحة: "لا أوصي بإعطاء الأطفال أجهزة قابلة للارتداء. أعتقد أنها خطيرة حقًا".

وأضاف كوماس أن هذه الأجهزة تتعقب العديد من الأمور مثل الخطوات والسعرات الحرارية، "وما يبدو بريئًا يمكن أن ينزلق إلى تفكير مهووس. إنه مماثل لدماغ اضطراب الأكل لكن صغير الحجم ويلفّ معصمك".

لذا، إذا طلب المراهقون منتجًا للياقة البدنية لأنهم يريدون "الحصول على شكل جيد"، فمن الجدير أن تطلب منهم أن يتوسّعوا بذلك. لأن هناك فرق كبير بين الرغبة بتحسين أدائهم الرياضي والشعور بالحاجة إلى تغيير مظهرهم. وما قد يطلبونه حقيقة هو هدية تخبرهم أنهم مقبولون كما هم". 

ونصحت شيلينغ أنه "عند الشك بكيفية تأثير ذلك، فلا تفعل ذلك. لأنني جلست أمام عملاء لم ينسوا أبدًا أحد الوالدين أو الزوج أو شخص قدم لهم هدية تتعلق باللياقة البدنية أو النظام الغذائي، وما زالوا يجلسون في مكتبي ويتحدثون عنها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق