السبيل – أعرب فلسطينيون بالضفة الغربية المحتلة عن رفضهم القاطع لمخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجير المواطنين من بلادهم والاستيلاء عليها، مؤكدين تمسكهم بأرضهم ورفضهم لأي محاولة لإجبارهم على الهجرة.
وفي تصريحات منفصلة، شدد الفلسطينيون على أن “الهجرة الوحيدة” التي يقبلون بها هي العودة إلى أراضيهم التي احتلتها إسرائيل عام 1948.
وفي العام 1948 أُعلن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على غالبية أرض فلسطين التاريخية، بعد تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
ومساء الثلاثاء، قال ترامب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة “التوطين الدائم” لفلسطينيي غزة في مناطق أخرى، فيما تلاها بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني المنصرم يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
“معنا رب العالمين”
وفي هذا السياق، قال فادي القيسي، أحد سكان مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية منذ 27 يناير/ كانون الثاني: “ترامب يعتبر نفسه إله للشرق الأوسط، يريد ترحيل الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، ويعتقد أنه يتحكم بكل شيء”.
وأضاف: “أين يمكن له أن يرحلنا؟ هل نحن حجارة شطرنج، معنا رب العالمين إذا كان هو مع إسرائيل”.
“لا يمكن الرحيل”
من جانبه، قال أحمد الجعيم، من مخيم طولكرم: “أنا لاجئ منذ عام 1948 ولا يمكنني الرحيل إلا إلى قريتي الأصلية التي هُجِّرت منها، أما الرحيل إلى خارج فلسطين غير ذلك لن أترك البلاد”.
وأكد الجعيم أن الفلسطينيين “صامدون حتى لو دمرت بيوتنا التي تعتبر محطة انتظار لحين العودة، ومخططات ترامب لا تعني لنا شيئا”، وأردف: “لن نترك فلسطين حتى لو بقي آخر شبل فلسطيني سيبقى في أرضه”.
“ثابتون على أرضنا”
وفي السياق ذاته، قال صلاح طبنجة: “هذه أرضنا ثابتين فيها، الصراع هنا إلى يوم الدين ولن نرحل، بل على الاحتلال أن يرحل”.
وأضاف: “الشعب الفلسطيني يعاني الاحتلال منذ العام 1948، ومع ذلك ثابت وباق، ولا يمكن لأي مخطط أن يطردنا من أرضنا سواء في الضفة أو غزة”.
أما جمال حازم، فأكد أن هدف الفلسطينيين هو إقامة دولة مستقلة، ونضال الفلسطينيين هو من أجل الاستقلال وليس من أجل الرحيل.
وأضاف: “العالم يتآمر على شعبنا، والولايات المتحدة تدعم إسرائيل، لكن قوة شعبنا تبقيه”، واصفا ترامب بـ”النازي الذي يعمل من أجل صالح إسرائيل”.
“لا نترك أرضنا”
فيما أكدت أم رامي أن كل المخططات لن تثني الفلسطينيين عن التمسك بوطنهم، وأضافت: “لو أن القتل والدمار قادر على طرد أهل غزة، لكانوا هاجروا، لكنهم صامدون يموتون ولا يرحلون”.
وقالت: “لماذا نهاجر؟ نموت في بيوتنا ولن نتركها”.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لتصريح ترامب الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال: “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودا طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم، “وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967”.
وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، “ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها”.
وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي “بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف”. الأناضول
0 تعليق