القتل إرث بن غفير

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 أسرة التحرير

القتل الرهيب الذي تعرض له د. عبدالله عوض ابن الـ 29 الذي قتل بالنار في قلب عيادة في كفر ياسيف كان يفترض أن يهز الأركان. طبيب بلا ماضٍ جنائي قتل بالنار أمام عيون الجميع في قلب فرع محلي من صندوق المرضى دون أن يلقى القبض على مرتكبي الجريمة. لأنه عربي ولهذا فليس للشرطة ما يلح عليها. هذا القتل ينضم الى ثمانية أفعال قتل أخرى في المجتمع العربي منذ بداية شهر شباط (فبراير) وحده وبينها قتل فتى ابن 14 في اللد وأحداث إطلاق نار في أم الفحم، في أبو سنان وفي أبو غوش. من بداية 2025 كان في المجتمع العربي ما لا يقل عن 26 جريمة قتل – اكثر بضعفين من الفترة الموازية من العام الماضي، احدى السنوات الأكثر دموية في البلدات العربية.اضافة اعلان
المعطيات القاسية هي جزء من إرث الوزير السابق للامن القومي ايتمار بن غفير، الكهاني الذي تسلم الوزارة الأكثر حساسية في الحكومة من ايدي الأكثر تسيبا بين رؤساء كل حكومات إسرائيل على اجيالها، بنيامين نتنياهو. وبالفعل نجح تعيينه "في التجربة" على نحو جميل جدا: السنتان اللتان كان فيهما في المنصب كانتا الأصعب من ناحية عدد جرائم القتل في إسرائيل.
على الورق بن غفير ليس الوزير الآن. لكن رجاله، وعلى رأسهم حمنئيل دورفمان الذي هو بنفسه أصبح مشبوها بأفعال جنائية في قضية قائد الوحدة الخاصة في لواء "شاي"، وحقق معه أول من امس للاشتباه بخرق الثقة بعد أن حاول ظاهرا التأثير على التحقيقات في مواضيع الإرهاب اليهودي – لا يزالون يديرون هذه الوزارة المهمة وعمليا الشرطة.
في الوقت الذي تستشري فيه الجريمة ووضع الأمن القومي في الدرك الأسفل لا يفكر نتنياهو على الإطلاق بتعيين وزير دائم يحل محل بن غفير، بل إنه عين للمنصب القائم بأعماله حاييم كاتس الى جانب ثلاث وزارات أخرى يفترض بكاتس أن يقف على رأسها، وكل هذا كي يعيد قريبا بن غفير إلى المنصب بعد سنتين من الفشل التام. تعيين كاتس هو بصقة أخرى في وجه مواطني إسرائيل.
ظاهرا يفترض أن ينزل باللائمة أيضا على المفتش العام لشرطة إسرائيل داني ليفي – الذي وعد بتمزيق "منظمات الجريمة" بعد أن رفضت قبول مشورته "العودة الى الصواب". ليفي، الذي يتواجد الآن في نيويورك في رحلة ليس واضحة غايتها، يتولى هذا المنصب منذ نحو نصف سنة، وأعمال القتل لا تتوقف. لكن عمليا لا ينبغي أن نتفاجأ من عجز المفتش العام. فقد انتخب ليفي للمنصب بصفة مرشح ثانوي وذلك في ختام سنة واحدة فقط كان فيها قائد لواء الشاطئ، سنة فشل فيها تماما في القضاء على الجريمة. بعد أن عين مفتشا عاما سارع لأن يعين ضباطا اقل تجربة منه لمناصب قادة الألوية والنتيجة هي أن منظمات الجريمة والمجرمين هم الذين يتحكمون بشوارع البلدات العربية.
من جلب ليفي إلى المنصب، بن غفير ونتنياهو هما المسؤولان الحصريان عن الفشل الرهيب للشرطة – وكالمعتاد، فان من يدفع ثمن القصور هم مواطنو إسرائيل العرب.

أخبار ذات صلة

0 تعليق