«من أعظم ما أنعم الله به علينا؛ نعمة الأمن والاستقرار لمجتمع متحاب نفخر بإنجازاته المتميزة، ومواقفه المشرّفة، وخُلُقه السمح، إنه مجتمع لا يفرّط في وحدته، ولا يرضى إلا بأن تكون البحرين منارة رخاء وسلام، وموطناً للتسامح والتعايش الحضاري لجميع أهلها ولكل من يقصدها»، بهذه الكلمات الحكيمة بعث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، برسائل الاطمئنان والأمن والأمل والاستقرار لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة المباركة، وذلك خلال استقبال جلالته حفظه الله ورعاه، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في قصر الصخير الأربعاء الماضي المهنئين من أهالي محافظات المملكة، وذلك في إطار حرص جلالته على التواصل والالتقاء مع أهل البحرين الكرام بمناسبة شهر رمضان المبارك.
ولقد حرص جلالته على التأكيد على أن «نشكر الله على نعمه علينا في بلادنا، وهي نعم لا تُعد ولا تُحصى. فله الحمد وحده جلَّ وعلا»، مهنئاً «بحلول العشر الأواخر، داعياً المولى عز وجل أن يعيده علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بوافر اليمن والبركات».
ولقد كان لافتاً تنويه جلالته حفظه الله إلى «الفخر والاعتزاز بما حققه شباب البحرين في منتصف الشهر الفضيل من إنجاز علمي رائد تمثل في إطلاق القمر الصناعي البحريني «المنذر»»، مؤكداً جلالته على «الدعم المستمر في الاستثمار في الشباب البحريني» لاسيما مع دعوة جلالته إلى «مواصلة السعي لتحقيق المزيد من الإنجازات في مجالات الابتكار والتقدم التكنولوجي».
ولقد جاء تشديد جلالة الملك المعظم على تعزيز مكانة المملكة في مجال الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، ليحمل لشباب البحرين والكوادر الوطنية مسؤولية كبيرة من أجل السعي نحو مزيد من التطور والابتكار في هذا المجال الحيوي الذي يرفع اسم البحرين في المحافل الإقليمية والدولية، خاصة مع ضرورة تحفيز المؤسسات الوطنية على تقديم كل الدعم لكوادر البحرين المتميزين.
إن حرص جلالة الملك المعظم على التوجيه بمضاعفة الجهود لتلبية الطموحات الوطنية في القطاعات الحيوية، مع التركيز على تطوير قطاعي التعليم والصحة كونهما حجر الأساس في نهضة الإنسان ودوره في بناء الوطن، بالإضافة إلى توجيه جلالته حفظه الله بتسريع وتيرة المشاريع الإسكانية لتوفير 50000 وحدة سكنية جديدة، وتطوير الخدمات العامة، يؤكد مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن والأسرة البحرينية، لتحقيق الازدهار لهم، وهو ما ينعكس إيجاباً من أجل السعي للعمل بروح إيجابية وعزيمة صادقة لضمان استدامة المسيرة التنموية الشاملة من أجل رفعة المملكة.
وبالإضافة إلى الاهتمام بالمجتمع ومكوناته، يحرص جلالة الملك المعظم دائماً على التأكيد على الجهود المخلصة للمملكة لمعالجة أية تهديدات للاستقرار الإقليمي والعالمي، وهذا ما يرسخ مبادئ الدبلوماسية البحرينية التي تسعى إلى نشر سبل السلام الشامل والدائم من أجل إنهاء النزاعات بالحوار، وفي الوقت ذاته التمسك بوحدة الصف العربي، لا سيما وأن القضية الفلسطينية دائماً ما تكون حاضرة في وجدان البحرين وأهلها من خلال التشديد على ضرورة التمسك بعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.
ومن الجدير بالاهتمام الإشارة إلى ما تطرق إليه معالي وزير الداخلية الفريق أول الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة والتأكيد على أن «هذا الوطن تكمن قوته ومنعته بوحدته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية والالتفاف الوطني نحو قيادتكم المظفرة، والسمات الأصيلة التي اتسم بها أهل البحرين أنهم دعاة محبة ووئام وتعايش وسلام»، منوهاً إلى أن «الوحدة الوطنية ليست شعاراً يُرفع ولا كلمة تُردد، بل هي روح وجدانية إنسانية دالة على عمق حب الوطن والتلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب المخلص الصادق الأمين».
إن تلك المشاعر الفياضة التي يتم التأكيد خلال شهر رمضان المبارك، يبرز من خلالها مدى التمسك بقيم التواصل والمحبة والوحدة الوطنية والولاء والانتماء إلى تلك الأرض الطيبة المباركة، الأمر الذي يبشر بالمستقبل المشرق والخير والبركة للبحرين وأهلها، خاصة وأن المجتمع البحريني مشهود له بالتماسك والتعاضد والوحدة من خلال نشر معاني الود والتآلف والإخاء والتسامح، لهذا دائماً ما نتضرع إلى الله بالدعاء أن يحفظ الله البحرين وأهلها.
0 تعليق