حين تُبعث من جديد وتدب فيك الروح في الأنفاس الأخيرة اعلم أنك قد منحت قبلة الحياة، وفرصة أخرى للتعويض واستدراك الأمور، فلم تكن إقالة المدرب باولو بينتو من تدريب «الأبيض» مفاجأة، بل خطوة متوقعة ومنتظرة، فهو لم يقدم الإضافة المرجوة، ومُنح كل الفرص والتسهيلات الممكنة، إلا أن النتائج لم تكن على قدر الطموحات رغم مجهودات القائمين الحثيثة عبر ضم لاعبين مميزين يشكلون إضافة للمنتخب، إلا أن طريقة إدارة المدرب وتعنّته وقراءاته الخاطئة لم تكن بالشكل المأمول، وأظهرت الفريق بحالة سيئة من الناحيتين الفنية والتكتيكية.
وإذا كانت الأنظار قد تحولت في البداية تجاه المدرب البرتغالي، كونه يتحمل نتيجة هذا الإخفاق والفشل، فإنها قد تحولت الآن تجاه المرحلة الأخيرة للتصفيات لمعرفة مدى قدرة المنتخب على التعامل مع أحداث وسيناريوهات محتملة على أمل تعديل الأوضاع، والتي قد تعتمد كثيراً على نتائج الآخرين، إما بالتأهل المباشر في حال فوز «الأبيض» في المواجهتين الحاسمتين وانتظار تعثر المنتخب الأوزبكي، أو الدخول في معمعة الملحق الذي قد يكون الملاذ الأخير، عبر احتلال المركزين الثالث أو الرابع عن هذه المجموعة.
والسؤال الأهم الذي نبحث له عن إجابة، بتعاقب أكثر من 9 مدربين على الإدارة الفنية للأبيض منذ عام 2017، هل كانت المشكلة تكمن في المدربين أو في سوء الاختيارات الفنية؟ أم أضحت المعضلة أعمق من ذلك بكثير بعد سلسلة من النتائج غير المرضية؟ لم تحقق هذه التغييرات إضافات إيجابية، والاستقرار الفني لم يكن حاضراً في العديد من المناسبات، وانعكس بالسلب على الأداء وعدم ثبات التشكيلة، ليفقد المنتخب هويته الفنية والتكتيكية بسبب كثرة الإقالات.
يقع الأمر على كاهل اتحاد الكرة للتدخل واستدراك الأمر، وهو يقف بين مفترق طرق لتقييم الوضع وإعادة ترتيب الأوراق، وسرعة اتخاذ القرار في اختيار مدرب جديد يعيد بريق الروح الغائبة والشغف والرغبة ويعزز الروح القتالية، كما أن سياسة التجنيس يراها بعض النقاد ليست هي الحل الأوحد لكفل النجاح والاستمرارية، بل أن ذلك يكون عبر رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة طويلة المدى تكون انعكاساتها وآثارها واضحة في تغيير الواقع، وتحويل الحلم الذي طال انتظاره إلى حقيقة، وكل عام وأنتم بخير.
ماذا بعد الإقالة؟

ماذا بعد الإقالة؟
0 تعليق