مثّلت الزيارة التي قام بها جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى العاصمة الفرنسية باريس، ولقاء جلالته بالرئيس إيمانويل ماكرون، دليلاً واضحاً على الدبلوماسية النشطة التي تنتهجها البحرين، والتي تعمل على الدوام إلى إعلاء شأن الحوار والتعاون الدولي وتسعى لتعزيز السلام والأمن في المنطقة والعالم.
فمنذ تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم؛ رسّخت مملكة البحرين مكانتها العالمية كدولة تتبنّى سياسة الانفتاح والشراكة العالمية، وهو ما انعكس في علاقاتها المتميّزة مع مختلف دول العالم، حيث عكس اللقاء الأخير التقدير الذي يكنّه الرئيس الفرنسي لجلالة الملك، إضافة إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وما يقومان به من جهود مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات؛ الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية.
ولاشك أن الدبلوماسية البحرينية النشطة ليست مجرّد أداة لتحسين العلاقات الثنائية مع دول العالم فحسب؛ بل تُمثّل نموذجاً عالمياً يُحتذى في تحقيق الأهداف الكبرى لكل الدول، فنهج البحرين القائم على تعزيز قيم التعايش وقبول الآخر والتسامح والسلام ونبذ التطرّف والكراهية والعنف، يُمثّل مرتكزات أساسية في ثقافة وتاريخ المجتمع البحريني.
هذه القيم، والتي يواصل جلالة الملك المعظم على ترسيخها، كانت الأساس الذي مكّن المملكة من تحقيق نجاحاتها الدبلوماسية، والتي أسهمت أيضاً في بناء شراكات استراتيجية مع دول كبرى، وفي دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
وبالتأكيد، لا يُمكن إغفال دور البحرين، تحت قيادة جلالة الملك، في دعم الحوار كوسيلة لحلّ النزاعات وتعزيز التعاون الدولي، حيث شملت زيارة جلالة الملك إلى فرنسا الاتفاق على مشاريع مشتركة في مجالات التحوّل في الطاقة، والاتصالات، والبنية التحتية الحضرية، وهو ما يعكس الرؤية الحكيمة التي تجعل من الشراكة مع الدول الكبرى أداة للتنمية والسلام.
كما أن التطرّق إلى القضايا الإقليمية خلال هذا اللقاء، مثل غزة ولبنان وسوريا، يؤكد أن البحرين لم تنعزل عن محيطها، بل تعمل بنشاط لتكون جسراً للحوار وحلّ الأزمات، وهو ما يعزّز دورها كدولة تسعى لتقديم الحلول العملية التي تخدم الشعوب، وتبتعد عن سياسات التصعيد.
البحرين من خلال دبلوماسيتها النشطة أصبحت صوتاً مهماً على الساحة الدولية يدعو إلى السلام والتنمية المستدامة، كما أن دورها في بناء التفاهم بين الشرق والغرب، ودعم المشاريع الثقافية والتعليمية، هو دليل آخر على إدراك المملكة لأهمية القوة الناعمة في العلاقات الدولية.
وأخيراً، فإن زيارة جلالة الملك إلى فرنسا تُمثّل محطة جديدة تُضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها الدبلوماسية البحرينية، ورسالة واضحة بأن التعاون الدولي والحوار البنّاء هما المفتاح لمواجهة تحديات العصر، وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
0 تعليق