بحسب التقارير الإعلامية أبرمت روسيا وإيران اتفاقاً لنقل الغاز من موسكو إلى طهران عبر أذربيجان من خلال أنابيب الطاقة، حيث يأتي الاتفاق كجزء من الخطوات التي قامت بها الدولتان لتعزيز العلاقات، ووصف المراقبين بأن "المشروع مشحون سياسياً يهدف لإظهار التعاون المتزايد بين روسيا وطهران".
ووفقاً لوزير الطاقة الروسي سيرجي تسيفيليف أن الإمدادات ستزود مبدئياً ايران بما يصل إلى 2 مليار متر مكعب من الغاز، وقد يصل كطاقة استيعابية 55 مليار متر مكعب سنوياً.
في المقابل، شكك بعض المراقبين والمتخصصين في هذا المجال القدرة على الانتهاء من إنشاء خط الأنابيب بالصورة التي تم رسم لها بسبب رئيس وهو أن العقوبات المفروضة على الدولتين ستعيق العمل على المشروع، كما أن "باكو" قد يمارس عليها ضغوطات غربية كعواصم مثل واشنطن ولندن وبروكسل للدفع بعدم القبول بهذه الصفقة.
غير أن النظرة العامة، وصفت بأن هذا المشروع سيمثل نقلة نوعية إلى روسيا في مجال الغاز، فمع حادثة نورد ستريم التي قطعت أهم الأنابيب الغاز وهو شريان الطاقة من روسيا إلى أوروبا، بدأ نفوذ موسكو بالتضاؤل لدى القارة العجوز، ومع هذا المشروع الجديد ستجد روسيا نفسها تسيطر على مفاصل سوق الغاز في العالم.
كما أن هذه الخطوة تهدف في معطياتها لتأسيس منظمة أوبك غاز للتحكم بإمدادات الغاز بالعالم، وستكون مرتبطة في "بريكس" بهدف السيطرة على الدول التي تعتمد على الغاز كمصدر أساسي للطاقة مثل أوروبا والصين والهند، فهذه الأسواق متعطشة لهذه النوعية من المشاريع لضمان تدفق هذه المصادر.
خلاصة الموضوع، أن روسيا تعمل بشكل متقن في استقلال مكامن قوتها على العالم، فهي من الدول التي تتوفر فيها مصادر الطاقة والمعادن بالشكل الذي يجعلها تحكم قبضتها أكثر على بعض الدول، وتتهرب من العقوبات عبر الاتفاقيات الثنائية، مما جعل واشنطن برئاسة الرئيس دونالد ترامب بتغير نبرتها مع موسكو لتكون أكثر نعومة لإدراكها بأن الأخيرة لديها مفاتيح مرهقة لأي إدارة أمريكية في حال استخدام سلاح العقوبات؛ مما يخلق نوعاً من الهلع في أسواق الطاقة والمعادن والمواد الغذائية بحال قررت موسكو إغلاق باب التصدير.
0 تعليق