عمان- بعد الانفراجة التي حصلت في غزة أمس، سادت أجواء من التفاؤل بين أوساط القطاع السياحي الأردني الذي خنقه الركود طوال فترة الحرب التي شنها الكيان الصهويني على القطاع على مدى 470 يوما.اضافة اعلان
ويرى عاملون في القطاع السياحي أن أسباب ركود القطاع سوف تزول مع مرور الوقت لاسيما مع استمرار وقف حرب الابادة على قطاع غزة بعد أن تم توقيع اتفاق لوقفها أمس يتضمن تبادلا للأسرى ووقف العمليات العسكرية الاسرائيلية داخل القطاع.  
يأتي هذا في الوقت الذي شهد فيه القطاع السياحي تراجعا في الدخل المتأتي من الجنسيات من الجنسيات الأوروبية والأميركية والجنسيات الأخرى بنسبة 54.0 % و35.2 % و15.3 % على التوالي، في وقت عوض فيه الدخل من المغتربين الأردنيين والعرب بعضا من هذا التراجع إذ ارتفع الدخل المتاتي منهم بنسبة 7.7 % و12 % على التوالي.
وبالنسبة للأرقام الاجمالية، فقد تراجع عدد السياح بنسبة 3.9 % بينما تراجع الدخل السياحي الاجمالي بنسبة 2.3 %.
ويدعو خبراء غلى ضرورة اتخاذ بعض الاجراءات لتحقيق "عودة آمنة" للقطاع نحو بر الأمان.
وقال الخبير السياحي ميشيل نزال "أهم خطوة يجب التركيز عليها هي إعادة تفعيل خطوط الطيران الموقوفة إلى الأردن".
وأكد نزال أن إعادة نقل السياح خاصة الاجانب الى الأردن من خلال شركات الطيران منخفض التكاليف والطيران العارض بالإضافة الى الشركات العالمية الاخرى هي المحور الاساسي في عودة التعافي الى القطاع السياحي واستعادة ألقه.
وركز على ضرورة العمل على جذب السائح الاجنبي الذي يعتبر ركيزة مهمة في تنشيط القطاع السياحي بشكل كامل ومحرك لمختلف المنشآت السياحية التي تعتمد عليه في زيادة مقدار الدخل السياحي.
واضاف "نقل السياح لا يأتي مباشرة نظرا لوجود برامج تتبعها شركات الطيران وتأخذ وقتا، فيما يجب العمل على اعادة تسيير الرحلات من مختلف دول العالم الى الأردن خلال فترة الصيف المقبل".
ويشار إلى أن عدد القادمين إلى الأردن على متن الطيران منخفض التكاليف والمنتظم والمتعاقد معه تراجع بنسبة 51 % في أول تسعة أشهر من العام الماضي بحسب البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي.
كما تم إيقاف جميع رحلات شركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية (United Airlines) من واشنطن إلى عمان منذ شهر آب (أغسطس) الماضي  كما تم تأجيل توقيع اتفاقية مع شركة طيران الجزيرة لتسيير رحلات من الكويت إلى مدينة العقبة للموسم الشتوي لعام 2024 - 2025.
وما تزال رحلات جميع شركات الطيران منخفض التكاليف إلى العقبة متوقفة منذ بداية العام الماضي، باستثناء شركة "ويز إير" (Wizzair) من أبوظبي.
نائب رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب النائب جمال قموه يقول "وقف اطلاق النار في غزة سينعكس ايجابا على مختلف القطاعات في الأردن".
وأكد قموه أنه فور تطبيق بدأ سريان وقف اطلاق النار في قطاع غزة سيشهد القطاع السياحي بمختلف انواعه نوعا من التعافي.
ولفت إلى أهمية تفعيل دور السفارات الأردنية في مختلف دول العالم لتسويق الأردن فيها من خلال علاقاتها في تلك الدول وتوضيح صورة الأمن في المملكة.
وشدد قموه الى العمل على التسويق والترويج من مختلف الجهات المعنية بهدف جذب اكبر عدد ممكن من الزوار الدوليين الى المملكة لإعادة تعافي القطاع وعودة الألق اليه بعد انقطاع دام اكثر من اربعة عشر شهرا.
واتفق الخبير السياحي د.نضال ملو العين مع سابقيه في الرأي حول ضرورة ما يجب اتخاذه من خطوات إعادة الألق للقطاع.
وقال ملو العين "القطاع السياحي يشكل مساهمة نسبتها 14 % من الناتج المحلي الاجمالي وهو محرك اساسي للاقتصاد الوطني".
وطالب بالبحث عن اسواق جديدة من مختلف دول العام وليس الاعتماد على سوق او جهة محددة مثل السوق الاميركي والاوروبي.
وركز على ضرورة تعزيز العمل على زيادة جذب السياح العرب الى المملكة وتكثيف عمليات التسويق والترويج في الدول العربية كافة لزيارة المملكة في ظل دورهم الفعال في تعويض خسارة المملكة من السياح الاجانب بالاضافة الى تقديم التسهيلات والعروض والبرامج للمغتربين في الخارج ليكونوا داعمين للقطاع السياحي.
وبين ملو العين اهمية دعم السياحة الداخلية لتكون جزءا بديلا يحرك القطاع في حال حدوث اي اضطرابات اخرى في المنطقة كما حدث مؤخرا في العدوان على غزة وقبلها الجائحة.
وأضاف ملو العين "يجب فتح خطوط طيران جديدة لجذب السياح إلى المملكة خاصة شرق اوروبا وآسيا وغيرها من الدول التي لا يوجد خطوط طيران اليها".
كما طالب بتكثيف عمليات التسويق والترويج بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي المتطورة والتي لها متابعين بالملايين ولها انتشار واسع عالميا واصبحت هي اهم التطبيقات في الترويج والتسويق لأي موضوع او سلعة مثل فيسبوك وانستغرام وسناب شات وغيرها من التطبيقات.