قبلة الشرف… عندما تنتصر أخلاق المقاومة مجددًا

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل-
أثار مشهد تقبيل الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية، “عومر شيم توف”، لرأس أحد نشطاء “كتائب القسام” دهشة واستغراب كل من تابع مراسم التسليم، وأطلق زوبعة من الآراء التي اعتبرتها دليلاً على أخلاق المقاوم الفلسطيني، خاصةً في ظل حملة التشويه المتواصلة من قبل الاحتلال رغم إجرامه.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في شؤون الأسرى والكاتب السياسي ثامر سباعنة أن “عفوية المشهد أضفت عليه قوة ومعنى أعمق”. وعد هذا السلوك بأنه “أكبر دليل على حرص المقاومة على حياة الأسرى وتقديرهم لهذا الحرص، مما يعكس حسن تعامل المقاومة معهم”.

وأشار سباعنة إلى أن “حرص الأسرى على رعاية زملائهم ينبع من انتمائهم الحقيقي للإسلام وتعاليمه، في مقابل تقديمهم الشكر والامتنان للمقاومة على رعايتها المخلصة”.

وأكد سباعنة أن “الصورة جاءت بمثابة صاعقة لنتنياهو وحلفائه، وضربت الأكاذيب كلها التي تُشاع حول تعامل المقاومة مع الأسرى”.

من جانبها، رأت الكاتبة والناشطة الفلسطينية انتصار العواودة أن تقبيل الأسير للمقاوم الفلسطيني “يحمل دلالات متعددة؛ إذ يظهر أن رجال المقاومة المتمسكون بالمنهج القرآني يتمتعون بأخلاق تأسر القلوب، حتى أسرت قلوب أسرى العدو، متماشيةً مع أخلاق رسول الله التي مدحها رب العالمين في القرآن الكريم” على حد تعبيرها.

وأضافت: “أولئك القادة الذين أحسنوا القتال في الميدان، وأتقنوا السياسة والإنسانية في تعاملهم مع الأسرى يستحقون أن يقودوا الشعب الفلسطيني. وبوجود مثل هذه النماذج على أرض غزة، يطمئن القريب والبعيد على مستقبل القضية الفلسطينية، ويشعرون بالفخر تجاه أفعالهم” على حد تقديرها.

وأشارت العواودة إلى أن “تلك القبلات تُغيظ العدو الصهيوني وداعميه والمتآمرين على فلسطين، إذ أسقطت السردية التي تُتهم المقاومين بأنهم وحوش. كما أكدت أن هذه القبلات تبعث رسالة مشرقة عن الإسلام والمسلمين للعالم، مدعومة بصورة الأسرى الفلسطينيين المعذبين الذين يخرجون من السجون الصهيونية”.

على صعيد آخر، كتب الصحفي الفلسطيني حافظ أبو صبرة على صفحته في منصة “فيسبوك” قائلا إن “قبلة الأسير الإسرائيلي على رأس الفلسطيني معناها أن حقوق الإنسان الدولية زائفة، وعلى العالم أن يخضع لتدريبات في حقوق الإنسان الفلسطينية”.

وقال الصحفي بكر عبد الحق، العامل في تلفزيون فلسطين، إن “كل محاولات شيطنة الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر انهارت أمام عفوية الصورة في غزة، بدءًا من صور المجازر والمعاناة، مرورًا بمشهد العودة العظيم إلى الشمال، وصولًا إلى مشاهد التبادل”.

وتابع قائلًا: “كل هذه الصور تُظهر أن الإنسانية وحقوق الإنسان ليست من سمات الفلسطيني فحسب، بل هي قيم أصيلة لا يمكن لمجتمع دولي أعور أن يقرّها”.

وفي هذا السياق، علق الباحث ممدوح بري قائلاً: “لا يمكن أن تمنح سجانك قبلة على رأسه، مهما كانت الظروف، إلا إذا اقتنعت بأنه تفوق عليك بأخلاقه وقيمه الإنسانية ومبررات وجوده على هذه الأرض”.

وسلمت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، اليوم السبت، خمسة أسرى إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية إلى الصليب الأحمر في النصيرات بوسط قطاع غزة، وفي رفح (جنوب غزة)، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لصفقة “طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى.

وكان المتحدث العسكري باسم “القسام”، أبو عبيدة، قد أعلن مساء أمس أن الأسرى الذين سيفرج عنهم هم: إيليا كوهن، عومر شيم توف، عومر فنكرت، تال شوهام، أفرا منغستو، وهشام السيد؛ كما أفادت إسرائيل بأنه أُبْلِغَت عائلات الأسرى المشمولين بعملية التبادل الجديدة.

وفي المقابل، يُنتظر اليوم الإفراج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، من بينهم 50 أسيرًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، و60 من ذوي الأحكام العالية، بالإضافة إلى 47 من محرري صفقة “وفاء الأحرار” الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وفقًا لما أعلن عنه مكتب شؤون الأسرى التابع لحركة حماس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق