هل قيمة الموت عند الفلسطيني أعلى من الحياة؟!!

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فبراير 22, 2025 6:39 م

كاتب- علي سعادة

لا أعرف أن كانت هذه كذبة صهيونية لتبرير جميع الجرائم ضد الفلسطينيين، وبأن الفلسطيني يرغب بالموت لذلك لا بأس بأن نحقق له أمنيته بالموت شهيدا .
هذا التصريح مهم جدا رغم أن بين سطوره الكثير ليقال وسط حقول التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان.
البروفيسور الإسرائيلي، عوزي رابي، في تصريحات لقناة “إسرائيل 24” قال ما يلي: “ذات مرة قبل 15 عاما، عندما حاولت فهم ما الذي يحرك عناصر حمـاس، رأيت مقطع فيديو ببساطة حيث كان بعض الشبان يسألون زعيمهم الروحي حينها الشيخ أحمــد يــاسين، قبل اغتياله، سألوه “كيف نحاربهم؟ لديهم ذخيرة، لديهم قوة”..انتبهي إلى هذه الجملة: قال لهم “ستنتصرون عليهم لأنكم تحبون الموت أكثر مما يحبون الحياة”، مع هذا النوع من العقيدة، ومع هذا النوع من التربية، لا يوجد أي أفق.” انتهى كلام عوزي رابي.
هل حقا أن قيمة الموت عند الفلسطيني أعلى من قيمة الحياة ؟ وهنا أسأل بشكل عام وليس عن حب الاستشهاد بشكل خاص لأنه موضوع مختلف.
الفلسطينيون، مثل باقي شعوب الأرض يحبون الحياة، هم فقط يريدون أن يعيشوا أحرارا مثل كل شعوب العالم. لا يمكنك أن تأخذ شعبا متعلما ومتحضرا وحيويا ومفعما بالحياة وتدفعه بالقوة إلى جزء صغير من أرضه وتحاصره داخل جدار من الموت وتتوقع منه أن يكون ممتنا ويشكرك.
لذلك وضع هذا الشعب في وجدانه فكرة التضحية بالنفس وبالغالي والرخيص من أجل حريته وحرية وطنه، وبأنه دون القتال والكفاح لن يتحرر الوطن، فالمحتل الاستعمار التوسعي الفاشي والنازي لن يمنحك حريتك ووطنك، من أجل سواد عينيك، دون ثمن يدفعه هو ، وثمن يدفعه طالب الحرية والاستقلال الوطني.
نعم سيكولوجية “التضحية” هي التي تمنح الشعب الفلسطيني القدرة على الصمود طيلة 77 عاما من الاحتلال وأكثر من 100 عام من النضال ضد الصهيونية، وضد حكومة الانتداب البريطاني التي منحت الصهاينة أرض فلسطين بدلا من أن تمنحهم لندن ليقيموا فيها وطنا يهوديا.
التضحية هنا من أجل حياة وحرية وكرامة أفضل للشعب الفلسطيني، تمنح روحك من أجل حياة الآخرين ومن أجل أن يواصلوا المسيرة، وهي أعظم وأنبل تضحية لأنها بلا مقابل أو مقايضة.
في هذه الحالة فقط تصبح التضحية والاستشهاد أحد معاني الحياة، لكنها ليست هدفا هي وسيلة من أجل حياة افضل للأخرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق