دراسة: الحوت وحيد القرن يستخدم نابه للعب وجذب الإناث - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفاد علماء أنهم حصلوا على أول دليل مسجّل لحيتان النروال وهي تستخدم أنيابها ليس فقط لضرب الأسماك والتلاعب بها أثناء التغذية، لكن أيضًا للانخراط في ما يبدو بالسلوكيات المرحة.

لطالما مثّل حوت النروال، الذي يُطلق عليه غالبًا "الحوت وحيد القرن" بسبب نابه المميز، لغزًا محيرًا. وقد لاحظ العلماء تفاعلات قليلة لهذه الكائنات في موائلها الطبيعية، ما أدى إلى تكهنات حول الغرض من الناب الحلزوني الفريد الذي يميز هذه الفصيلة.

يظهر الناب غالبًا لدى الذكور، ويمكن أن ينمو حتى يصل طوله إلى 3 أمتار، حيث أشارت أبحاث سابقة إلى أنه يُستخدم كعرض تنافسي لجذب الإناث

الآن، بفضل استخدام الطائرات من دون طيار، كشفت الأبحاث التي أُجريت في المناطق القطبية الشمالية العليا بكندا أن حوت النروال قد يستخدم نابه لأغراض تتجاوز مجرد المغازلة والتزاوج.

وتمكن الباحثون من تحديد ووصف 17 سلوكًا مميزًا جديدًا لحيتان النروال أثناء تعاملها مع الفرائس. 

كشفت النتائج عن مجموعة واسعة من التفاعلات والديناميكيات بين حيتان النروال والأسماك، فضلًا عن المهارة الفائقة، والدقة، والسرعة التي يتمتع بها ناب النروال في تتبع الأهداف المتحركة، وفقًا للدراسة التي نُشرت في دورية "Frontiers in Marine Science".

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور غريغوري أوكوري-كرو، وهو باحث في معهد Harbor Branch لعلوم المحيطات بجامعة أتلانتيك في ولاية فلوريدا الأمريكية،  إن "رؤية هذه الحيوانات لا تصطاد الأسماك فعليًا، بل تستكشفها وتتفاعل معها، كان نقطة تحول حقيقية".

نظرًا لقلة المعلومات المتوفرة حول هذا النوع من الحيتان، يعمل الباحثون مثل أوكوري-كرو وزملائه بجد لإجراء دراسات توثق السلوكيات غير المعروفة لحيتان النروال، لفهم كيفية تكيف هذه الحيوانات مع بيئة متغيرة بسرعة، حيث ترتفع درجات حرارة المحيطات، ويذوب الجليد البحري.

سلوك الاستكشاف لدى حوت النروال

الحوت وحيد القرن
تظهر لقطات من طائرة من دون طيار ثلاثة من حيتان النروال بالقطب الشمالي الكندي في عام 2022 أثناء محاولتها مهاجمة سمكة ومطاردتها من دون محاولة قتلها أو أكلهاتصوير: O’Corry-Crowe, FAU/Watt, DFO

وتمكن فريق الدراسة من التقاط لقطات فريدة من نوعها باستخدام الطائرات بدون طيار في خليج كريسويل، على الجانب الشرقي من جزيرة سومرست في إقليم نونافوت بكندا، خلال صيف عام 2022.

وأثناء تحليل الباحثين للقطات، لاحظوا فروقات دقيقة في سلوك النروال. حتى أن اللقطات وثّقت حالة تفاعل أحد حيتان النروال مع سمكة، حيث قام بدفعها مرارًا وتكرارًا بنابه، وهو في الواقع سن عملاق، دون محاولة التهامها.

عندما لاحظ الباحثون غياب العدوانية في بعض التفاعلات بين حيتان النروال والأسماك، أدركوا أن هذه السيناريوهات تشبه إلى حد كبير لعبة القط والفأر، حيث كانت هذه الحيوانات تمارس المطاردة أو اللعب بدلاً من ممارسة الصيد.

وأوضح أوكوري-كرو: "اللعب جانب مهم جدًا في تطوير المهارات السلوكية التي ستكون ضرورية من حيث البقاء، لكن حقيقة انخراطها في هذا النوع من النشاط تذكرنا بأن هذه الأنواع تتمتع بحياة معقدة ومثيرة للغاية".

وتميل حيتان النروال الصغيرة إلى تقليد سلوك الحيتان الأكبر سنًا، ما يشير إلى أن التعلم الاجتماعي قد يؤثر على كيفية استخدام حوت النرْوال لأنيابه.

ولفتت آنا موسكروب، وهي رئيسة قسم العلوم لدى منظمة حماية الحيتان والدلافين إلى أن استخدام الطائرات من دون طيار لدراسة الحيتانيات في السنوات الأخيرة كشف عن رؤى مذهلة حول سلوكيات لم يتم توثيقها من قبل.

وعمل فريق البحث على مدار الساعة، واستغلوا ضوء النهار المستمر خلال أشهر الصيف لمراقبة حيتان النروال.

وأكد أوكوري-كرو على الدور الحاسم للتعاون مع المجتمعات الأصلية في المنطقة، حيث ساهمت شراكتهم ومعرفتهم في نجاح البحث.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق