الفاشية هي المركز الآن في الدولة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 عوزي برعام

جلست في مقهى الحي واستمعت لمحادثة جرت على الطاولة أمامي، عدد من كبار السن ظهر من حديثهم بأنهم من المصوتين للبيد– غانتس النموذجيين. لقد قاموا بوصف انطباعهم من اللقاء مع بروفيسور ليس من اليمين. وقد ظهر أنهم راضون من إعادة المخطوفين، هم يؤيدون الصفقة والبروفيسور أيضا كان يفكر مثلهم. هو أيضا لخص لهم تخبطه وتردده وهم شعروا مثله. "يجب قتل جميع سكان غزة، جميعهم بدون تمييز. رجال حماس والذين سيكونون مثلهم في المستقبل".اضافة اعلان
ظهر من حديثهم بأنهم متحمسون لاقتراح هذا الشخص المهم (لا أريد ذكر اسمه، حتى أنا أخاف من أن يصدر ضدي أمر رئاسي)، رغم أنه كان مستعدا لعمل تخفيض معين لسكان القطاع: "إذا لم يكن بالإمكان تصفيتهم فيجب طردهم".
عندما وصلت المحادثة الى بنيامين نتنياهو مرة اخرى ساد توافق في المواقف. "هو كاذب، مزيف، مسؤول عن صفقة المخطوفين الفاشلة، هرب من تحمل المسؤولية عن الحرب ويرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية". عندما أردت الخروج قال لي احدهم: "أين هو الزمن الجميل الذي كان ذات مرة؟".
منذ محاولة الانقلاب النظامي يزداد استخدام مفهوم الفاشية من اجل وصف اعضاء اليمين المتطرف. هذا اللقب يناسب مواقفهم حقا. ولكن من كانوا يجلسون على الطاولة بجانبي، الذين يبدو أنهم ليسوا من الصهيونية الدينية، لم يظهر أنهم يتأثرون بمواقف سموتريتش وبن غفير.
يبدو أن العائق الوحيد الذي يمنع الاسرائيليين الذين لا ينتمون لليمين المتطرف من إعطاء الشرعية الرسمية للفاشية هو حقيقة أنها مرتبطة تاريخيا بمطاردة وقمع اليهود. ولكن رغم أنهم يمتنعون في هذه الأثناء إطلاق وصف الفاشي، إلا أنهم لا يترددون في تأييد الأيديولوجيا التي يجسدها، في الوقت الذي لا يترددون في قول امور لم يكن من السهل عليهم في أي يوم قولها. من اعطى المصادقة النهائية على التعبير عن هذه المواقف هو الشخص المهم الذي التقى امس مع رئيس الحكومة. فقد أخرج السيف من الغمد، وكل "المغتصبين والمقهورين منه"، (اهارون براك) يمكنهم الآن اطلاق العنان للفاشية العميقة التي كانت مكبوتة في قلوبهم.
آريه الداد تباكى في صحيفة "معاريف" من الظلم الذي لحق بمئير كهانا وورثته، الذين يؤيدون الترانسفير، والذين منعتهم منظومة القانون من الترشح للكنيست. موشيه غلوكهيفت، المحلل المثقف ورجل اليمين البارز، كتب في يوم الجمعة في صحيفة "اسرائيل اليوم" بأن شعار الحملة الانتخابية القادمة سيكون "يجب قتل العرب وتجنيد الحريديين". أنا لا أشك في أنه يوصي بذلك، لكنه يؤمن بأن قسم من مشجعي كرة القدم وقسم من مؤيدي سموتريتش وبن غفير ومعظم مصوتي الليكود بأنه يمثل الاسرائيلي الجديد.
أنا لا أنفي أن الألم الذي يثيره هذا الامر في نفسي يتعلق ايضا بجوانب شخصية. صديق جيد لي من أم الفحم، كان لسنوات مدير مدرسة وبناته وازواجهم اكاديميون يساهمون بشكل كبير في الدولة، قال لي بأنه يجد صعوبة في الدخول هو وزوجته الى المقاهي في بلدات يهودية قريبة. هم ينظر اليهم بتشكك وحتى يسمعون عبارات نابية. النتيجة هي أنهم يبقون محبوسين بالفعل في أم الفحم.

أخبار ذات صلة

0 تعليق