من جمعية صغيرة تأسست في عام 1979بمرتفعات المطار عرفت باسم الجمعية العمانية للسيارات، تشغل منشآتها بعض مئات من الأمتار على أرض شاسعة خصصت لها، مقفرة بعيدة عن المدينة تعاني من قلة التجهيزات والبنى التي تمكنها من أداء دورها وافتقارها حتى إلى طرق داخلية مسفلتة ومنشآت تمثل عامل جذب لمرتاديها وخدمات متنوعة تشكل باكورة عملها، إلى جمعية عالمية بعد 46 عاما من العمل الدؤوب، خاصة العشر سنوات الماضية التي حولت تلك الأرض المقفرة إلى مكان يعج بالحركة والإقبال والتطور وشغل المساحات الأرضية بمنشآت لممارسة شتى أنواع الرياضات لاسيما رياضة السيارات وفنونها المتنوعة والتي حققت معها شهرة عالمية في مجالها، وتوسعت بفروعها في عدد من المحافظات لتوفير سبل إيجاد مكان آمن لأولئك الذين يملكون مهارات وقدرة على الإبداع في رياضة السيارات.
هذه الجمعية التي تتبع صندوق تقاعد شرطة عمان السلطانية تقوم اليوم بتنفيذ مجموعة من الخدمات والبرامج مثل إصدار رخص القيادة الدولية وترجمتها ودفتر المرور الجمركي وتسهيل إجراءات الاستيراد والتصدير وتنظيم بطولات دولية، جعلتها على خارطة الاتحاد الدولي للسيارات مثل بطولة عمان الدولية للانجراف وبطولة الاستعراض الحر وبطولة ريد بول بارك درافت إلى جانب رالي عمان الدولي السنوي الذي يعد من أعرق السباقات في المنطقة العربية وخرج منها العديد الأبطال من السائقين العمانيين.
تضم الجمعية مجموعة من المرافق وهذا الأهم مثل حلبة اختبار سيارات الدفع الرباعي التي كانت تمثل العمود لأنشطة الجمعية خلال السنوات الماضية وحققت الجمعية بسائقيها مراكز مبهرة في البطولات الإقليمية والقارية والدولية مثل حمد الوهيبي وحاليا في سباقات الحلبات العالمية كالمتسابقين أحمد الحارثي والفيصل الزبير وعبدالله بن سليمان الرواحي.
غدا الأربعاء تحتفل الجمعية باستكمال مشاريعها وافتتاح مشروعها الاستثماري الأكبر مركز اكتف عمان ونادي عمان للرماية وهو المركز التجاري الترفيهي الذي يضم أربعة ميادين للرماية على أعلى المستويات والتجهيزات الفنية في العالم ومسرحا، كما يضم مراكز ترفيه وملعب تدريب على أساسيّات رياضة الجولف وصالات لمسابقات الألعاب الإلكترونية التي تنمي الذكاء والمهارة، وكذلك محلات لبيع وتوفير المستلزمات الرياضية كالملابس والبنادق وأخرى متنوعة ومقاهٍ ذات علامات تجارية دولية وساحات للحوار وقاعات للاجتماعات ومكاتب متعددة الأغراض وغيرها من الخدمات المتنوعة.
هذا الافتتاح سيمثل نقلة مهمة في مسيرة الجمعية التي تحولت من حلم صغير إلى واقع مبهر وأصبحت اليوم مكانا أكبر للموهوبين وأصحاب الهوايات المتعددة التي تجاوزت رياضة السيارات فهناك ساحات للتنافس بالسيارات والاستعراضات ومتحف للسيارات وملعب مصغر لكرة القدم وقاعة لرماية السهم ومطاعم ومحلات خارجية لخدمات السيارات ومستلزماتها وتزويدها إلى جانب المساحات الخضراء والطرق المتميزة والإنارة ومكاتب الإدارة والاجتماعات، فقط أصبحت منشآت الجمعية التي كلفت الملايين مكانا رياضيا متنوعا وترفيهيا وللأعمال والمسابقات المتعددة وتوجد أمام الزائر مساحة من الاختيارات.
وبذلك حققت الجمعية هدفها الأهم وهو دورها أن تكون مكان استقطاب الشباب والفتيات من الفئات العمرية الموهبة المتعددة كما حدث في مهرجان «رمضان يجمعنا» الأخير في الشهر المبارك الذي نفذ من خلاله 22 فعالية استقطبت عديد المستويات ولعل المسابقة الكروية واحدة من النجاحات المهمة، إلى جانب المنافسات الفكرية والثقافية والفنية وهذا الدور يراد له أن يؤهل لصقل القدرات والمهارات وتنمية المواهب واحتواء كل أطياف أبناء هذا الوطن ليطوروا من قدراتهم على مستوى مواهبهم التي يملكونها، فهي ليست مكانا فقط للتنافس الرياضي، هي أيضا مكان لتبادل الأفكار والآراء والحديث الثقافي والأدبي.
0 تعليق